الخميس، 24 أبريل 2014

الإنسان والحب

قال لي بمنتهى الغضب : ان الحب في حياتي شئ ثانوي فما المعنى إن أنا تزوجت فلانة أو فلانة الناس طبعهن واحد ولا أرى فرقا بين طويلة وقصيرة بيضاء أو سمراء !!
ربما امسكت نفسي من الضحك قبل أن أجيبه بأن هذه أضيق نظرات الإنسان عن الحب
وكالعادة تبادر لذهني ما أهيمة الحب في حياة الإنسان ؟؟

هل الحب مهم أم أنه شئ ثانوي ؟؟

وما المهم إذا أحببنا أو كرهنا  !!

الإنسان بطبعه مخلوق ودود ( مالم تغيره البيئة كما أتفقنا في مقال هل الإنسان رحيم )
ولكن .. ماهو الحب !!

أعتقد أنها أكثر الكلمات المطاطه في اللغة وأكثرها في سوء السمعة أو طيبها
فأن كنت أنت من معتنقي فكرة الحب تجدها طيبة السمعة حلوة المذاق وأن كنت من معارضيها تجدها عديمة الجدوى !!

في الواقع لسبب ما أُسقط الحب عمدا على شعبة واحدة من شعوب المشاعر وهو الإنجذاب أو الإعجاب وهو ما يحدث بين رجل وأمرأة ولكن هذا ليس موضوعنا :)
لماذا نعمل ؟؟ لماذا نعيش ؟؟ لماذا نأكل أو نشرب ؟؟ لماذا نخرج ؟؟ لماذا نصادق ؟؟ لماذا نفكر ؟؟ لما نلهو ونلعب ؟؟ لماذا نصلي ؟؟ لماذا نبكي ؟؟

هل كل الحب حب شاب لفتاه ؟؟؟؟

هذا ينقلني لنقطه أخرى أن الحب هو ماء الحياة وفي الواقع لما كان الإسلام دين العشق تجد الله سبحانه إذا أحب عبدا نادى جبريل عليه السلام : ياجبريل إني أحب فلانا فأحبه .. فينزل جبريل لسماء فينادي في الملائكة أن الله يحب فلانا فأحبوه فينزل ملك من ملائكة السماء أن الله يحب فلان فأحبوه فيحبه الملائكة ويحبه أهل الأرض
فأن كان الحب شيئا ثانويا لماذا جعله الله تكريما لعباده الأصفياء ؟؟
حينما سُمي زيد بحّب رسول الله كان ذلك تكريما وتشريفا أي أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يهتمون بالحب في حياتهم
حينما تنظر إلى قديم الأزل أن أدم أحب هابيل أبنه وربما كان يحبه أكثر من هابيل لو أن الحب شيئا ثانوي لماذا قتل قابيل هابيل ؟؟
حين أراد أخوة يوسف أن يلقوه في البئر كان حُجتهم أن قالوا : ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عُصبه 
إذا فالحب هو أساس كل العواطف فإنما الكره هو حب من نوعٍ خاص :) فهو حب أن لاتقربه حب أن لاتراه حب ألا تعرفه
ومن الحب أن تعبد الله لا خوفا من جهنم والعياذ بالله ولا شوقا للجنة وإنما أن تعبد الله لأنك تحبه ( أُحبك ربي ) هي القاعده الأسمى في حياتنا فأنما الله يرحمنا لأنه يحبنا وحين قال الرسول صلى الله عليه وسلم : الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها
ولله المثل الأعلى فلما كانت رحمة الأم حبا بولدها أفلا تكون رحمة الله حُباً لنا ؟؟
الحب هو ماء الحياة فكل روحٍ ظمآنه يكون سقيها هو الحب
وان لإنسان قلبٌ واحد منا من وهبه الله قلبا كبيرا يسع من الحب الكثر ومنا من لم يهبه (لحكمة هو يعلمها سبحانه ) قلبا كبيرا بل وهبه قلبا ضيقا يمتلئ بالقليل من الحب
وانما الحب هو أن تحب الحياة فتحب كل ما يمنحك الحياة  وأن تحب العلم فتحب كل ما يمنحك العلم وأن تحب العمل فتحب كل مايقربك من العما  وأن تحب الأهل فتحب الأب والأم والأخوة والأبن والأبنة والزوجة وأن تحب فكرك فتحب أن تشغل عقلك بأفكاره أن تحب أن تلعب بالفكر كما يلعب الطفل الصغير بدميته
انك تحب وقد لاتعلم أنك تحب حبا تغلب عليك وملك عليك زمان أمرك
فقد تكون تحب الله فيكون قلبا الكبير عامرا بلفظ الجلاله ولا يشاطره في الهوى حب .. وقد تحب المال وتكون هذه شهوة الحب أن تحب كل حبٍ يُضر بروحك .. فحتى حين تحب أن تنجذب روحك لأليفها تتألم بفقدان أليفك ..هذا لأن للحب لذه ولفقدان الحب حُرقة .. أحب بقلبك السليم وأشعر برونق الحب ولذته في قلبك
حين تهيم بفلكك فلاترى سواه وحين تبصر بعينك فلاتحس إلا به وحين تتنفس فلا تشم إلا عطره 
إنه الحُب المُخلص الذي إذا بلغه الإنسان أرتوت روحه وسكن قلبه وبدأ بموته لذة الخلد التي لايبلوها كثير ..