قالها وهو تملئه الحُرقة ثم نظر إلى وقال : أن أؤمن برحمة الله ولكن أؤمن بأني إذا كنت إنسانا فاسد فعلي أن أنتظر عقاب الله
عندها بدأت أحادثه وأحاول أن أفقه في الأمر وأن الله يغفر الذنوب جميعا إلا أن يشرك به وأن من شروط التوبة النصوحة أن ترد المظالم إلى أهلها سألت نفسي هل نحن مسلمون فعلا !!
٢٥٠ ألف نسمة وأكثر من ٩٨٪ منهم مسلمين ولكن عندما تنظر عن كثب لهذا المجتمع أجد عدد مساجد ليفكوشا العاصمه قرابة العشرة مساجد !! سألت نفسي لدقيقة لماذا يحتاجون المسجد بينما لديهم البارات والحانات مفتوحة طوال الوقت !!
لديهم أرخص أنواع الخمور و لديهم أجمل الفتيات فلماذا يقيدون أنفسهم بحجاب الدين !!! توالت الصواعق علي عندما قال لي : الدين ليس مهما على الإطلاق !! صحت بدوري " كمسلم غيور " _أو هكذا ظننت نفسي _ :" إذا لم ليكن للدين أهمية حينها ستوي حياتنا وحياة البهائم !!"
وبعد حديث طويل قال لي : أصوم رمضان ٣٠ يوم وأصلي الجمعة ألا يعني هذا أني مسلم !! لماذا تقول حرام لأني أشرب الكحول في الأعياد ولماذا تقول حرام إذا كانت بيني وبين عشيقتي علاقة ما !! الحرام ليس ما يضرني ولكنه ما يضر الناس هكذا أظن أنا " حينها أردت أن أقول له ولكني لم أستطيع أن من لم تأمره صلاته بالمعروف تنهه عن المنكر فلا صلاة له ولكن هل من الحكمة أن أقولها بينما أجد بعض العرب الذين تربوا في المساجد وحفظوا القرآن ينسون الصلاة أو يتناسونها وإذا غفلوا نسوا صلاة الجمعة تمام و ربما لا تعجب إذا وجدت أحدهم يدخن النرجيلة في أحد مقاهي ليفكوشا !!! وجدت في نفسي بعض التناقد أني أقوم بنصحه وهو التركي الذي كبر وتربى على مبادئ أتاتورك في العلمانيه وهو مؤمن بها ويعشقها بينما نحن العرب مهد الإسلام لا نعرف عن ديننا إلا قشوره
دخلت معه في أحد الحوارت فقال : أتعرف صديقي فلان إذا مرت فتاة بجوارنا يغض بصره تخيل !! فقلت له : وهذا هو الطبيعي
فقال : تخيل وإذا مدت الفتاة يدها لتصافحه يرد يدها معللً أنه حرام !! فقلت : وأنا مثله وأفخر أني لا أصافح النساء !! نظر إلي متعجبا وقال : أتعني إذا صافحتك أو قبلتك فتاة أنك سترفض بمنتهى البساطة متعلالا بالدين يالها من وقاحة !! فقلت له ببساطة : الوقاحة هي أن لا تحترم حرية الإعتقاد فإذا كانت تعتقد بحميمة السلام فأني أعتقد بحتمية الإسلام
ثم فكرت مع نفسي هل حقا يردعنا الدين أم يردعنا العُرف أم يردعنا السلطان ؟؟؟
سبق وسئلت في أحد مقالاتي هل نعبد الله طمعا في جنته أم حبا فيه أم خوفا من عذابه !!
ثم سئلت نفسي ماذا أعرف عن الإسلام .. أنا لا أعني الصلاة والصيام وشرائعه بل أعني روحه
هل صلاتنا تكفي لنكون مسلمين ؟؟ هل تسبيحاتنا كافية لجعلنا دعاة بحق
حينما أتأمل أن الرسول بُعث " رحمة للعالمين " وأن جوهر الإسلام أن ندعوا الناس لإسلام ليس ليزداد عددنا ولا قوتنا بل لأننا نحبهم ونخاف عليهم مما نؤمن به من العقاب يوم القيامة ولأننا نريدهم أن يتنعموا في جنات الخلد معنا
جوهر الإسلام الرحمة للجميع
فإذا نظرت لأنفسنا ستجدنا كمسلمين لسنا سوى مسلمين بالبطاقة وما أعنيه بالبطاقة ليس أن إسلامنا ناقص بل أن إسلامنا الحقيقي له جوهر وإذا لم نفهمه فأني أخجل أن أسمينا مؤمنين ربما نكون مسلمين وربما نحن موحدون فعلا ولكن لا أعتقد أننا كلنا مؤمنين ..
من يؤمن بالإسلام سيؤمن بجوهر الإسلام
الإسلام لم يبتكر قوته لكي يُجبر الناس على إحترامه بل أبتكرها لحماية أتباعه فلا قيمة لقوة لا تحمي حق ولا قيمة لحق بلا قوة
نحتاج محاولة حقيقية لنفهم جوهر الإسلام كمؤمنين وليس كمسلمين
فالإسلام دين فهم وليس دين حفظ
جوهر الإسلام ليس أن نحفظ عدد تكبيرات الصلاة وعدد ركعاتها وسجداتها بل بأن نفهم معنى صلاتنا ومعنى صلتنا بالله ولماذا نتصل بالله في حياتنا يوميا خمسة مرات على الأقل ..
حينما نبحث في جوهر الإسلام سنجد أننا لا نحتاج القوة إلا لحمايتنا كمسلمين لكننا لا نحتاج لنشر الإسلام قوة الجهاد يكون لنصرة المستضعفين و حماية الأمنين وليس لإرهابهم
الجهاد أن تؤمن أنك تحمي نفسك به وليس أن تزد نفوذك به
أن كل غزوات الرسول كانت بمبررات وليست بلا داعي
وكذلك العظماء إذا كنت تؤمن بأن غزوات الخلفاء الراشدين والخلفاء الصالحين من بعدهم كانت لنشر الإسلام بالقوة أو لزيادة قوة الدولة فربما أما أنك جاهلٌ بالتاريخ أو أنك تفتقر للقوة فتحاول تبرير رغبتك فيها بأي شكل
بيت القصيد أننا قبل أن نسمي أنفسنا مسلمين علينا أن نفهم الإسلام
لماذا نحن مسلمون وما المعنى من الإسلام ..
