مسبحة الدرويش":
بقلم احمد سامي بدر
اجلست في وسط دراوش الحلقات
امسكت مسبحة واتلوا صلاتي
وقعدت في ركن ظليم وهابني
ان ليس لي من هذي الا رفاتي
ودنوت اسكبها الخطايا كلها
واحرق العثرات بالدمعاتي
وشربت من تلك المسابح منهلا
عذبا جميل كمنهل لفراتي
بمسابح الدرويش رقت حولي
وترسمت في العين نصبي حياتي
ابصرت دار الدنيا فصرت انسجها
حياتي فحياتي فحياتي
ومن بعد الحياة فهمت ذاتي
وبعد ذاتي يأتي مماتي
وانا اقلب ذا المسابح كلها
تحميدة تكبيرة سبحات
في نهر العطايا غطست يوما
وجلي مطمعا في ذي الرحمات
وانا اقلب في يدي حبائب سبحتي
تتابع الحبات في العقدات
تتابع الحبات في جرم الفلك
ككواكب الدري والزهرات
وزلزلت المسابح كل جسمي
وحلت من كتابي حب ذاتي
فتنجلي في عين تلك عقائدي
فتنفرج العقائد بالتبعات
وصرت انظرها المنايا كطارق
بابي فاين ذكاتي
تصدق بالجزيل فكل عبد
في الاخير محاسب الخطوات
وبكيت من تلك العطايا كلها
فسبحت احمدها لذي العطوات
وكيف لناسك في بحر هذي من نجا
مالم يطوق روحه سبحات
نور البرايا ينطوي ويسبح
في ظلمة الظلمات
فالقبر ان لم تتخذ لك مشعلا
قبرا ظليما ليس فيه حياة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق