الأربعاء، 12 مارس 2014

هل الإنسان رحيم ؟؟

في رحلة بحثي عن طبيعة الإنسان اتوقف في محطات معينه لأسئل اسئلة حول مفاتيح فهم الإنسان هذا المخلوق الذي خلقه الله ليسود العالم هذا المخلوق الذي فضله الله على العالمين

ثم بدأت رحلتي في البحث عن عدة حقائق : هل الإنسان شرير ؟؟  ماهي الشهوة العظمى ؟؟ ماهو سر العاطفة ؟؟؟ ثم توقفت هل الإنسان رحيم ؟؟ ربما سئلت سؤال في مقالا سابق هل الإنسان شرير ؟؟ فجاني رد القراء .. :
الإنسان بطبعه مخلوقا على الفط
رة طيب .. ولكن سؤالي هنا هل الإنسان رحيم ؟؟؟
هل خلق الإنسان على فطرة الرحمة ؟؟
.
.
.
بدأت في تفقد الإنسان بشقيه الشرقي والغربي وبدأت اقرأ عن نماذج من الملوك الشرقيين والملوك الغربيين
ووجدت ان اغلبهم كان يميل للساديه بل ان القتل عند بعضهم لم يكن بدافع الإنتقام ولكن بدافع اللذه !!

حين تقرأ شهنامة فارس ستصل لنتيجة ان ملوك الفرس كانوا يثبتون قوتهم بتمزيق اعدائهم !!
وحين تقرأ عن ملوك الهند ستجد ان بعض ملوكهم كانوا يدهسون اسراهم تحت اقدم الفيلة !!
وحتى الغساسنة ستجد ان النعمان بن المنذر حين اراد ان يقتل عبيد بن الأبرص لمجرد ان قئله في ذلك اليوم لم يكن حسن !!
تركه يشرب الخمر حتى مات وفي رواية تركه تحت اقدام الفيلة يدهس !!

واذا عرجنا إلى الصين نجد ملوك الصين قساة القلوب ايضا وفي شمال الصين كان المغول والتتر 
واذا نظرت لجنكيز خان وهولاكو ستجد انهما نموذجان كافيين لإثبات ان ملوك الماغول في اغلبهم كانوا سفاحين يقتلون في سبيل المتعة
ننتقل إلى الغرب ولكن قبلها فلننظر للروم او الدولة البيزينطية التي كان من عداتها انه اذا خلع امبراطور عوضا عن قتله فأنهم يسملوه ثم يسجنوه !!
وبذكر الروم نتذكر الرومان وهم في ساحات النصر يلقون المجالدين ليقاتلوا بعضهم واحيانا يرمونهم للسباع المفترسة لمجرد التسلية !!
واذا تبحرنا في التوراة نجد عقوبات ملوك يهوذا شبه خرافيه !! عقوبات لاتدل على ايما رحمة !!
وكذلك في الإنجيل اذا رآينا كيف كان يعذب حواري الرسول عيسى ستجد ان الرومان كانوا سفاحين !!
وبذكر المسيحيين نجد ان نيرون حين  اشعل روما وتركها تحترق جلس في شرفة قصره يترنم ويرقص وهو يعزف على القيثار !!
ومرورا بالأزتيك والمايا وشعوب أميريكا اللاتينيه حتى بدايات القرن ال18 تجد انهم عبدة وثنيون قائمون على فكرة تكفير خطاياهم بالدماء !! وبالقرابين البشرية !!
وكم كانت القاربين البشرية والأطفال لاقيمة لهم في المجتمعات الوثنية القديمة !!
تضحيات من نوعية قرابين الاه الشمس في المايا وقرابين عروس النيل في مصر !!
ومرورا حتى بشبه الجزيرة العربية نجد ان العرب كانوا قبل الإسلام يؤدون بناتهم في التراب !!
وهل تتخيل انسانا يمتلك في قلبه ذرة رحمة قد يدفن طفلة بريئة وجميلة ؟؟؟
حتى قابيل حين اراد قتل هابيل ضربه بصخره حتى الموت !!
تخيلوا ان يضرب اخاه بصخره حتى الموت !!
وفي العصور الوسطى تجد الصليبين وهم يذبحون الأسرى كما قام ريتشارد الأول بذبح 100 ألف اسير من عكا لمجرد انه لايتحمل نفقة إطعامهم وسقيهم !!
وانظر إلى ما فعله إليزابيث وفريدناند في مسلمي الأندلس ومحاكم التفتيش وخلافه !!
واذا ظننت ان هذه القسوة تنطلي على عصور الظلام فأني ادعوك لترى كيف كان الرجل الأبيض يتمتع بقتل الهنود الحمر في اميريكا !!
ويال العجب حين تعرف حقيقة ان اميريكا حين كانت مستعمرة انجليزية كانت منفى للصوص لقضاء مدة سجنهم وحين تنتهي يعطون قطعة ارض يستصلحونها !!
عندما تجد ان اقوى دولة في العالم بناها القتلة واللصوص !!
انظر الى الرجل الأبيض العنصري يقتل العبد الزنجي وبعد مئة عام يتقل من اعطى الحرية للزنوج !! كما حدث لإبرهام لينكولن !! ثم يقتل السيناتور مارتن لوثر كينج ويقتل المفكرين مثل مالكوم اكس !! وكل هذا بأسم الإنسانية !!
ان من عجاب القدر ان هتلر كان يقتل بأسم الإنسانية !!
فقد كان يطهر البشرية من اي عروق هجينه ليسود عرق واحد نقي وهو العرق الأري !!
وحين تنظر إلى نظرية القتل الرحيم والتي كان يقتل بأسمها اي طفل يولد مشوها او معاقا في طفولته او يتم إعدام اي فرض غير قابل للتكيف مع المجتمع !! وحين ترى ان الجند حين قاموا بتسليم برلين قاموا بقتل اطفالهم حتى لايقعوا في الأٍسر !!! هل يمكن لك ان تتخيل ابا او اخا او اما تقتل طفلها او طفلتها !!
حين تنظر لرحمة الأم ببنتها والأب بأبنائه يخيل اليك ان الإنسان هو كائن رقيق محب للحياة ومخلوق لطيف خلق ليعمر الأرض والأصل فيه الرحمة !!
حين تنظر ان الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان رحيما عطوفا ثم يبدأ الإنسان بالتغيير بلا سبب !! هل هذا يدعونا للشك في ان الإنسان خلق جذوعا   ؟؟؟
الإنسان بطبعه ضعيف ستراه يسعى ليحظى بقوة اكبر من حجمه بأي سبيل حتى ولو كان القتل !! نعم حتى لو كان القتل واي قتل قد يحدث بعد ان يتقل الإنسان رحمته !!
حين تبحث فتجد انسان مثل سفاح كرموز مثلا او جاك ذاريبر اشهر سفاح بلندن وما يتمتعون به من سادية 
من بداية التاريخ تجد سادية الفرس 
سادية الرومان
سادية الهنود
سادية المغول
سادية الصليبين
سادية الفايكنج
سادية المايا والأزتيكس
سادية النازيين
سادية الرجل ابيض العرق !!
واخيرا سادية الإنسان العصري
حين ترى احد الأطباء المشهورين بالغرب في عام 2007 يتكلم عن القتل الرحيم فيقول : أحيانا يتعين على الطبيب حين يتدخل في العملية ان يتخذ مهمة الرب فهو من يحدد حياة المريض او وفاته !! 
حين تجد إنسانا اعطى لنفسه حق التشريع كما الله والعياذ بالله
حين يحكم البشر بأحكام الله ويقتلون بأسم  راية السماء ويفسدون بأسم عدالة الرب  
ستفكر لوهلة لمراجعة طبيعتك الإنسانية هل خلقت رحيما ام خلقت غير رحيم ؟؟

الأحد، 2 مارس 2014

لماذا نقتل الإبداع

بدا الموضوع بحديث بيني وبين صديق لي : اذا خيروك بين الهندسة الطبيه ( مجال دراستي ) وبين الشعر فماذا تختار ؟؟
في الحقيقة كعادتي ابحث عن اجابة فلسفيه للسؤال ولكن هذه المره لم اجد اي اجابه !! 
فهل من المنطقي ان اقول انني سأختار الشعر ؟؟ في الوطن العربي ستكون الإجابة : الشعر مبيأكلش عيش !!

وهنا تعمقت بالذاكره قليلا لأجد ان كل منابع الإبداع لدينا ولدت ميته !!
اذا ما عدنا للطفوله تجد الطفل ذو الخيال الخصب والذي يروي القصص عن الجنيات والابطال الخارقين دائما كنا نصفه بالمعتوه والمختل !! لكن هل توقفنا لنفكر مره ان بمخيله كمخيلته ربما كان ليكون كاتب كبير وربما يصبح مثل ماري تشيلي يوما ما !!
او ذلك الذي يرسم في دفتر العلوم ورده جميله دائما تجد اهله يوبخونه ويقرعونه والجملة التي قتلت نصف المواهب لدينا : خليك في مذاكرتك وسيبك من الهبل ده !!
اصبحنا نصف الفنون " هبل " !! 
لا زلت اتذكر نصيحة والدي في الثانويه العامة : سيبك من الشعر مش هيعملك مستقبلك !! وامي حين تحاول ان تجعلني اقلق على مستقبلي : لو مسبتش الشعر ده وركزت في مذاكرتك مش هتخش هندسه !!
وكانت النتيجة اني اكملت ورفضت ان اكبت ما أؤمن انها موهبتي تحت أسطوره ووهم المستقبل المزعوم !!
هل فكرنا انذ لك الطفل الذي اعطاه الله القدرة على تخيل الروبتات وجنود السايبورج مثلا وخلافه ليس طفلا مخبولا وانما هو طفل عبقري يمكن ان يصبح مخترعا لا مثيل له ؟؟
هل فكرنا حقنا لماذا عدد المخترعين والعباقره والأدباء العرب يتناسب عكسيا مع عدد الممثلين والمغنين العرب ؟؟ هل فكرنا ان عدد عباقرتنا لا يساوي حتى ربع عباقره الغرب !!
لو امعنا لدقيقه واحدة في هذه الحقيقة سنخلص لحقيقة اكثر مرارة ان ليس عباقره الغرب وحسب بل ايضا عباقرة الشرق سبقتنا بسنين !! 
وما النمور الآسيويه والهند والصين واليابان منا ببعيد !!
ولازلت اذكر ان اليابان تسمى ببلاد الأساطير والخيال !! والصين لازلت اراها في إعلامنا بلد التنين الأصفر والألعاب الناريه !!
لماذا نقتل الإبداع ؟؟
هل فكرت لماذا حين تذاكر يقول لك مدرسك : احفظ المعادله كما هي !!
لماذا نسمي حفظ الإجابه كما هي بالكتاب بال" الإجابة النموذجية !!" هل النموذجية عندنا تقضي بأن نقتل تفكير الطالب !!
وان مايضحك ان الطالب اذا ارتجل فرضيه ترى استاذه او معلمه يقرعه وربما يصرخ فيه ويوبخه كيف لك ان تفكر اصلا !! واحيانا نسمع جملة : من انت لتعدل على كلامي !!
وحين اقرأ قصة نيلز بور الذي صفعه مدرسه ونعته بالغباء !! اتخيل لو ان بور سمع لكلام مدرسه ومشى ورائه في كل شئ ولغى شخصيته .. هل كنا سنسمع عن نيلز بور الفيزيائي الشهير وعالم الذرات ؟؟؟
عندما اسئل شابا عربيا ماهي هواياتك ؟؟ فيجيب : كرة القدم !! بل ومن اعجب الإجابات التي سمعتها : البلاي ستيشن !! وكأنما أصبح دحرجة الكرة في الحشائش او تحريك الأزرار في ذراع التحكم هواية تنمي العقل والعبقريه !!
أصبحنا ننظر للشاعر على انه : " عالم فاضيه "
وللعالم على أنه :" دحيح وغير إجتماعي '
وللمثقف انه :" دودة كتب !!"
والعبقري على انه :" غريب أطوار"
صاحب الخيال الخصب :" مختل "
ان شعوبنا التي تضحك وتعيش على السخريه وإعلامها ماهو الا برامج فكاهية رخيصة انما تضحك حتى لاتبكي على وزرها الذي تعرف انها تحتاج إلى العزيمة والإيمان لتتخطا اليأس ..

حين تجد ان شعبا كالشعب الألماني مثلا تجد ان شبابه عندهم هوايات كالصيد مثلا او جمع العملات والطوابع او قراءة كتب جوتة مثلا أو سماع الموسيقى الكلاسيكة فأنك ستفهم سريعا لماذا صارت ألمانيا واحدة من أكثر دول العالم تقدما
لأنها أعتمدت ترفيه العقل قبل ترفيه البطون ..
وكم من الجرائم ارتكبت بأسم ترفيه العقل !! فما اصبح الترفيه الا عنوان يُقتل الوقت به وحسب !!
تجد شابا يجلس بالساعات امام التلفاز ربما يشاهد فيلما مدته ٩٠ دقيقه يتحدث عن قصة حب مابين فتى وفتاة لاتقدم هذه القصة لنا الا المشاعر فقط !! وحين نسأله ما استفادتك العقليه .. تكون الإجابة صفرا مكعبا !!
حتى انت وانت تقرأ هذا المقال هل سألت نفسك وهل يوجد صفرا مكعب اصلا !!
نعم ياساده ان من انشغل بالترفيه عن بطنه اغفل تنمية عقله 
الشعوب الجائعة لاتجد وقتا للتفكير
تخيل معي لو ان عريبا فكر في صناعة الحاسوب اللوحي ( الأيباد مثلا. هل كان ليلقى قبولا لدى العرب ؟؟؟
اذا ما انتقلنا الى نقطة اخرى : ستيفن جوبز من اصول عربيه هل لو كان ستيفن جوبز مؤسس شركة أبل العالمية تربى في أسره عربيه هل كان سيؤسس أبل أم اننا كنا سنسمع انه افتتح شركة ألبان وربما مصنع يصنع الجبن !! وفي افضل الأحوال تجد خريجي كليات القمة في الوطن العربي يعملون اصحاب مخابز واصحاب أفران واصحاب محلات وحوانيت لاتبيع إلا الحلويات !! ليس بسبب البطاله وانما لأنها افضل طريقه للتكسب !!

بإختصار ان العقل الذي أسلم نفسه لشهوة ما كشهوة الأكل أو شهوة النساء أو شهوة النقود أو أي شهوة ستقعد به همة عند حد إشباع شهوته وبعدها سينتحر العقل ويبقى هذا الإنسان في جسد مفرغا من اي روح ماهو إلا وعاء لإحتواء هذا العقل ..