الأحد، 13 يوليو 2014

لن أنسى

كنت في قطار الساعة الثانية ظهرا وكما تعودت ( او صرت معتادا ) ان اركب في قطار الدرجة الأولى المكيف وكعادتي اجلس بجوار النافذة لأشهاد معالم الطريق والمحطات 
ربما رغم ان القطار مكيف إلا أني أشتهي لذة الهواء وهو يداعب وجهي وفجأة داعبت ذكارتي أول مرة ركبت القطار لوحدي ( بدون أهلي ) في زيارة لأحد أصدقائنا ببلد تسمى العصافرة بالمنزلة 
وكعادة (الزيارات الأخوية ) التي تركب فيها الدرجة الثالثة المعتادة لتشعر بمعاناة الناس
رغم أنني لم اعتد على هذا المستوى ولا هذا الحر ولكن كانت من اجمل زكرياتي التي لا أملك أن أغفلها
وتذكرت موقف الرجوع في قطار الخامسة :
قبل أن نركب القطار أخذنا بعض الصور في محطة العصافرة الريفية ( محطة تقع في قلب الأراضي الزراعيه )
وفي طريق العوده تهامست انا وعبد الرحمن الشربيني ( شهرته شربو ) وكنا نتحادث كعادتنا في مواضيع ظريفة وكوميدية ( لم يكن عادتنا ان نتحادث في السياسة لأنها كانت تجن علينا من الزكريات التي لا أحبذ أن أذكرها )
وعندها أطرق عمرو عصام بأذنيه وقال بأسلوبه الذي يجبرك أن تنفجر من الضحك : أيه يابااااادر بتقولوا أيه الحوار ده انا راشق فيه )
رديت وقلت مداعبا : عيب عليك أكيد الحوار أنت فيه
وكالعاده وصل قطار الخامسة في السادسة ..
وكعادة قطارات الأرياف مظلمة ( لاتوجد بها كشافات ) وشبابيكها كلها محطمة رغم فراغ القطار إلا أنه موحش - مالم يكن عندك الصحبة اللازمة - وكعادتي جلست قرب الشباك
وما إن جلست بجوار عمرو عصام لنتحدث (في الحوار أياه ) وبدأ يضحك وضحكاته ترتفع ضحكات تجبرك أن تضحك بل تغريك بالإنفجار بالضحك ^_^ وبعدها بربع ساعه غط في نوم عميق -_- وكالعادة إنتقلت لجوار شربو
كان شربو شخصية لطيفة وهادئة ولكن دعابتها لا تنتهي وأنسه لا يُمل وبينما نحن جلوس نتحدث فوجأة ببائع العسلية الجوال وكعادة باعة القطارات الجوالين يلقي الحاجات على رجلك ثم يعود ليأخذها وبالفعل عاد ليأخذها فوجأة بشربو يشتريها ويعزمني على العسلية ( قد تجدوا هذا عاديا ولكن لأحد أسباب إعتزازي بنفسي اترفع عن تحاول حلوى السمسميات قد تجدوا هذا سخيفا ولكن بعض عادات الأشخاص لا تجدر بها الا أن تكون سخيفة )
ولكن في موقع كهذا وحادث كهذا لا أملك أن أكون سخيفا .. وقبلتها  ونوعا ما لذة الحلوى من لذة الرفيق ..
وبعد أن أنهينا نقاشنا وحديثنا خلدت للنوم .. وبعد نصف ساعة هرع عمرو عصام بصوته المثير للضحك : ألحق يلا وصلنا 
وعلى الفور لأن المحطة مظلمة والقطار مظلم نزلنا
وبعد ربع ساعة وأنا أتفقد المحطة وأنظر نظرت لشربوا الذي بدا على وجهه أمارات الحيرة ثم تبسم وهم أن يتكلم لكني قاطعته : نزلنا محطة غلط -_-
نظر لنا عمرو عصام نظرة كوميديا وقال بصوت تملأه الحسرة والخيبة : أيه داااااا نزلنا محطة غلط -_- وأنت يابااااد كنت عارف وساكت
ربما لم اتاملك نفسي ولم أعرف متى توقفت عن الضحك حتى وصلت إلى محطتنا القادمة
وقفنا أمام إستاد المنصورة وتبسمنا وضحكنا قليلا ثم تصافحنا وتوادعنا ( أتعرفون ذلك الوداع الملئ بالحب بعد أن تشاركت مع من تحب أجمل اللحظات )
وربما كان الوداع الأخير ..

الحرية لعمرو عصام
الحرية لعبد الرحمن الشربيني ( شربو )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق