الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

الإنسان والشيطان

يقولون أن كل شيء يبدأ بالإرادة.  فالخلق بدأ بإرادة الله أن يجعل في الأرض خليفة و سجود الملائكة لأدم كان بإرادة الله لأن أراد تكريم بني أدم وخروج أدم من الجنة كان بإرادة الله أن يتوب أدم على خطيئته ..

ولكن هل كانت الخطيئة الأولى في العالم أكل الفاكهة المحرمة ؟؟؟

الشيطان :
في البداية أنا لا أتناول الأمر من وجهة نظر دينية ولكني أتناوله بمنظور شخصي ووجهة نظر شخصية ..

يقال أن شيطان بالأصل مشتق من العبرية وكلمة شطن في العربية تستخدم بمعنى الخروج عن الحق ، يعتقد الأنجيليون أن الشيطان هو لوسفير ( أي حامل الضوء ) وهو ملاك طريد والملائكة المطرودون في عقيدة الأنجيلين هم ملائكة طردهم الله من الجنة ونفاهم لأرض لأنهم عصوه فيما يعتقد اليهود ومعتنقوا التلمود أن الشيطان كان عضوا في المجلس الألاهي وكان يُعرف بأسم عزازيل قائد الملائكة الطريدين
ثم طُرد منه لأنه عصى الله  بينما نؤمن كمسلمين أن الخطيئة الأولى ل "طاووس الملائكة" والذي عُرف فيما بعد بأبليس  لم تكن الكفر بالله ولم تكن أنه عصى الله فعليا بمعنى أنه لم يَمرد عن طاعة الله ولكنه تمرد عن أمر الله بالسجود لأدم ولكن خطيئته الحقيقية وهي الخطيئة الأولى في العالم كانت الحسد ..

الشيطان حسد أدم على أن الله شرفه وصوره في أحسن صورة ووهبه رفعة بسجود الملائكة له 
الخطيئة الأولى في البشرية لم تكن تفاحة أدم ولا فضول حواء ولا قتل قابيل لهابيل ولكنها كانت الحسد ..
لماذا طلب الشيطان من الله أن يذره ليوم القيامة ؟؟
أن حسد الشيطان لأنسان جعله عدوا له حيث فضل الشيطان عداوة الإنسان على أن يتخذه حليفا او عوناً
 Ra bracket.png وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ Aya-112.png La bracket.png.

شياطين الإنس :
ربما الشيطان مخلوقً فعليا كالملائكة والجن والإنس ولكن هل هذا يمنعنا من القول أن الشيطان أصبح رمزاً ومدلولاً روحيا أكثر منه فعلي ؟؟؟
يعتقد بعض الملحدين واللا دينيون أن الشيطان هو صفة أكثر منه حقيقة أي أنهم يؤمنون أن الشر الكامن في قلوب البشر هو الشيطان وأن البشر حينما يطلقون العنان لهذا الشر يتحولوا ليتقمصوا شخصية الشياطين 
يؤمن الزردشتيون والأيزيديون أن الشيطان هو الكائن الذي يستغل الظلام في قلوب الناس ويساعدهم أن يستسلموا للخطاياالبشريّة أن أمنا بهذا المصطلح سنكتشف أن الإنسان إذا سلم نفسه للخطايا السبع تحول إلى شيطان من شياطين الأنس :
١: الشهوة
٢: الطمع
٣: الغضب
٤: الجشع
٥: الحسد
٦: الغرور
٧: الكسل
إذا تملكت الإنسان هذه الخطايا أصبح من شياطين الأنس ..

الصراع بين الإنسان والشيطان ليس صراع البقاء ولكنه صراع التفوق فالشيطان لا يريد أن يُفني الإنسان ولا يريد الرفعة على الإنسان وإلا لتاب إلى الله ونال الرفعة بالطاعه ولكنه أثر أن يغرق في المعصية لأنه عندما يتشبع بالمعصية سيفيض على أبن أدم بالمعصية وإذا تشبع أبن ادم بالمعصية نشرها بين العباد وعندما يبلغ أقصى إنتشارٍ له يغرق في الجحيم ..
الشيطان لا يريد أن يخرج من الجحيم ولكنه يريد أن يدخل أبن أدم الجحيم كما كان ادم سببا في خروجه من جنة الله
لقد أستسلم الشيطان لغروره  وأستسلم لحسده لأبن أدم وأستسلم لشهوته بأن يكون زعيما على الملائكة وأستسلم لجشعه بان يكون المخلوق الأثير عند الله وأستسلم لطمعه في إغواء بني أدم وأستسلم لكسله فبدل أن يتوب قرر أن يغوي بني أدم كلهم لذنبه 
إرادة الشيطان ليس أن يزول بني أدم ولكن إرادة الشيطان أن يتكاثر ويزداد بني أدم فكلما أزدادوا إزداد جشعه وطمعه لإغواء المزيد
الحرب بين الإنسان والشيطان ليست حرب إبادة ولكنها حرب تفوق
الجنس المتفوق في هذه الحرب يفوز والجنس الخاسر في هذه الحرب يخسر
فهل تنتصر إرادة الإنسان بالعودة لموطنه بالجنة أم تنتصر إرادة الشيطان بإغواء أكبر عدد من بني أدم ؟؟
صراع الحسد والخطايا 
صراع التمرد والطاعة
صراع النور والظلام
صراع الخير والشر 
كلها علاقات محتومة بالإرادة
لكل إنسان إرادته فكل شيء يَنبع من الإرادة وكل شيء ينتهي بالإرداة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق