الثلاثاء، 28 أبريل 2015

الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

هل نحن مسلمون !!

" لا أؤمن بأن صيام يومٍ واحد يكفر خطايا عام !! "
قالها وهو تملئه الحُرقة ثم نظر إلى وقال : أن أؤمن برحمة الله ولكن أؤمن بأني إذا كنت إنسانا فاسد فعلي أن أنتظر عقاب الله 

عندها بدأت أحادثه وأحاول أن أفقه في الأمر وأن الله يغفر الذنوب جميعا إلا أن يشرك به وأن من شروط التوبة النصوحة أن ترد المظالم إلى أهلها سألت نفسي هل نحن مسلمون فعلا !!

٢٥٠ ألف نسمة وأكثر من ٩٨٪ منهم مسلمين ولكن عندما تنظر عن كثب لهذا المجتمع أجد عدد مساجد ليفكوشا العاصمه قرابة العشرة مساجد !! سألت نفسي لدقيقة لماذا يحتاجون المسجد بينما لديهم البارات والحانات مفتوحة طوال الوقت !! 
لديهم أرخص أنواع الخمور و لديهم أجمل الفتيات  فلماذا يقيدون أنفسهم بحجاب الدين !!! توالت الصواعق علي عندما قال لي : الدين ليس مهما على الإطلاق !! صحت بدوري " كمسلم غيور " _أو هكذا ظننت نفسي _ :" إذا لم ليكن للدين أهمية حينها ستوي حياتنا وحياة البهائم !!"
وبعد حديث طويل قال  لي : أصوم رمضان ٣٠ يوم وأصلي الجمعة ألا يعني هذا أني مسلم !! لماذا تقول حرام لأني أشرب الكحول في الأعياد ولماذا تقول حرام إذا كانت بيني وبين عشيقتي علاقة ما !! الحرام ليس ما يضرني ولكنه ما يضر الناس هكذا أظن أنا "  حينها أردت أن أقول له ولكني لم أستطيع أن من لم  تأمره صلاته بالمعروف تنهه عن المنكر فلا صلاة له ولكن هل من الحكمة أن أقولها بينما أجد بعض العرب الذين تربوا في المساجد وحفظوا القرآن ينسون الصلاة أو يتناسونها وإذا غفلوا نسوا صلاة الجمعة تمام و ربما لا تعجب إذا وجدت أحدهم يدخن النرجيلة في أحد مقاهي ليفكوشا !!! وجدت في نفسي بعض التناقد أني أقوم بنصحه وهو التركي الذي كبر وتربى على مبادئ أتاتورك في العلمانيه  وهو مؤمن بها ويعشقها بينما نحن العرب مهد الإسلام لا نعرف عن ديننا إلا قشوره 
دخلت معه في أحد الحوارت فقال : أتعرف صديقي فلان إذا مرت فتاة بجوارنا يغض بصره تخيل !! فقلت له : وهذا هو الطبيعي 
فقال : تخيل وإذا مدت الفتاة يدها لتصافحه يرد يدها معللً أنه حرام !! فقلت : وأنا مثله وأفخر أني لا أصافح النساء !! نظر إلي متعجبا وقال : أتعني إذا صافحتك أو قبلتك فتاة أنك سترفض بمنتهى البساطة متعلالا بالدين يالها من وقاحة !! فقلت له ببساطة : الوقاحة هي أن لا تحترم حرية الإعتقاد فإذا كانت تعتقد بحميمة السلام فأني أعتقد بحتمية الإسلام

ثم فكرت مع نفسي هل حقا يردعنا الدين أم يردعنا العُرف أم يردعنا السلطان ؟؟؟
سبق وسئلت في أحد مقالاتي هل نعبد الله طمعا في جنته أم حبا فيه أم خوفا من عذابه !!

ثم سئلت نفسي ماذا أعرف عن الإسلام .. أنا لا أعني الصلاة والصيام وشرائعه بل أعني روحه 
هل صلاتنا تكفي لنكون مسلمين ؟؟ هل تسبيحاتنا كافية لجعلنا دعاة بحق 
حينما أتأمل أن الرسول بُعث " رحمة للعالمين " وأن جوهر الإسلام أن ندعوا الناس لإسلام ليس ليزداد عددنا ولا قوتنا بل لأننا نحبهم ونخاف عليهم مما نؤمن به من العقاب يوم القيامة ولأننا نريدهم أن يتنعموا في جنات الخلد معنا 
جوهر الإسلام الرحمة للجميع
فإذا نظرت لأنفسنا ستجدنا كمسلمين لسنا سوى مسلمين بالبطاقة وما أعنيه بالبطاقة ليس أن إسلامنا ناقص بل أن إسلامنا الحقيقي له جوهر وإذا لم نفهمه فأني أخجل أن أسمينا مؤمنين ربما نكون مسلمين وربما نحن موحدون فعلا ولكن لا أعتقد أننا كلنا مؤمنين ..
من يؤمن بالإسلام سيؤمن بجوهر الإسلام
الإسلام لم يبتكر قوته لكي يُجبر الناس على إحترامه بل أبتكرها لحماية أتباعه فلا قيمة لقوة لا تحمي حق ولا قيمة لحق بلا قوة 

نحتاج محاولة حقيقية لنفهم جوهر الإسلام كمؤمنين وليس كمسلمين
فالإسلام دين فهم وليس دين حفظ 
جوهر الإسلام ليس أن نحفظ عدد تكبيرات الصلاة وعدد ركعاتها وسجداتها بل بأن نفهم معنى صلاتنا ومعنى صلتنا بالله ولماذا نتصل بالله في حياتنا يوميا خمسة مرات على الأقل ..
حينما نبحث في جوهر الإسلام سنجد أننا لا نحتاج القوة إلا لحمايتنا كمسلمين لكننا لا نحتاج لنشر الإسلام قوة الجهاد يكون لنصرة المستضعفين و حماية الأمنين وليس لإرهابهم 
الجهاد أن تؤمن أنك تحمي نفسك به وليس أن تزد نفوذك به 
أن كل غزوات الرسول كانت بمبررات وليست بلا داعي 
وكذلك العظماء إذا كنت تؤمن بأن غزوات الخلفاء الراشدين والخلفاء الصالحين من بعدهم كانت لنشر الإسلام بالقوة أو لزيادة قوة الدولة فربما أما أنك جاهلٌ بالتاريخ أو أنك تفتقر للقوة فتحاول تبرير رغبتك فيها بأي شكل
بيت القصيد أننا قبل أن نسمي أنفسنا مسلمين علينا أن نفهم الإسلام 
لماذا نحن مسلمون وما المعنى من الإسلام ..

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

من يكتب التاريخ

عندما تقرأ هذا العنوان ستستحضر في ذهنك على الفور نظرية المؤامرة وإذا كنت غارقا في الإيمان بها ستجد أحب الأسئلة إليك : من ولماذا ؟؟ وإذا كنت غارقا في إيمانك متعمق التفاصيل ستجد أنك بدأت تتخيل بعض الأسماء والشخصيات وربما بعض الدول
أسمحلي أن أنتشلك من حيرتك وأخبرك أن عنوان هذا المقال ليس " من يكتب التاريخ " ولكنه " كيف نقرأ التاريخ " وربما حينما تقرأ هذه الكلمات تعيد ترتيب فكرك ولكن ربما إذا علمت أن كاتب هذه الكلمات _أنا _ ربما أكون متعصبا لوجهة نظرٍ ما او فكرة ما أو تيارٍ ما .. بالتأكيد ستغير كثيرا مما تظن .

ببعض من الكلمات الرشيقة أحببت أن أبدأ ..

حينما نتعمق في كتب التاريخ منذ القديم ولنبدأ بأول كتاب تاريخ موجود في هذا الوجود وهو رسومات رجل الكهف البدائي إذا نظرت فيها تجد أنه من السهل أن يصطاد أي حيوان وأي مخلوق في سبيل وجوده ولكن ..
هل شهوة الوجودة أو غريزة البقاء كانت مبررا مقنعا لإفناء بعض الأجناس ؟؟ 
رغم أننا نقرأ  هذه الكلمات وقد نقتنع بها إلا أن بسببها أنقرض العديد من الأجناس بحجة بقاء الإنسان ..
ننتقل إلى كتاب أحدث قليلا من سابقه : سجلات الفراعنة
نرى أن الملك القوى لابد أن يسجل تاريخه على سجل الملك الضعيف وهو ما تسبب في أختفاء عددٍ من الملوك والفراعنة العظام
ولأبسط مثال : سعرقت او الملك العقرب ملك مملكة الشمال في بداية العهد الفرعوني في عهد الملك مينا موحد القطرين
أشهر صورة لسعرقت المعروض في المتحف صورة ( لوحة نارمر ) والتي تعرض مينا وهو يقوم بضربه على رأسه بسلاحه .. إذا قرأت التاريخ المكتوب في لوحة نرامر ترى أن الألهة نصرت مينا وتخلت عن سعرقت ولأن مينا من أرضى الألهة تُوج بالملك .. ولكن هل هذه نظرة سعرقت ؟؟ هل قرأنا ماذا كتب سعرقت ؟؟ بالتأكيد لن نعثر على أي سجل ولكن إذا تخيلت سأجد أنه يعتبر شعبه شعباً ثريا ومتقدما أغرى مينا ملك الجنوب بإحتلاله طمعاً في كنوزه ومقدراته !! أن قرأت التاريخ بهذه الطريقة ستجد أن أشهر قصة في تاريخنا مجرد كذبة ..
ننتقل إلى أخناتون الملك المؤمن الذي أدى ببلاده للفتنه وأدى إلى ضياع ملك مصر .. أو هكذا قرأنا في التاريخ .. لكن إن قرأنا ما كتبه أخناتون ستجد أنه قاوم كهنة أمون الذين أستغلوا طيبة الشعب وسذاجته وقاموا بسرقة مقدراته وأحلامه وأوهموه أن نجاته في أيديهم لكن في الحقيقة كهنة أمون لم يهمهم إلا مصالحهم لدرجة أنه في فترة المجاعة رفضوا إقراض الشعب من حنطتهم وقمحهم ..
التاريخ مليء بعديد من الكذبات أو ربما حقائق قرئناها بطريقة مغايره فلو نظرنا لهيردوت الملقب "أبو التاريخ " سنجد أن إنحياز هيردوت ليونان أدى لتزوير بعض الحقائق التاريخية كأسطورة ميديوسا الساحرة الأمازيغية التي قتلها برثيوس ليثبت نفسه للملك !! ولكن إذا قرأت أسطورة الأمازيغ أنفسهم ستجد أن ميدوسا كانت ساحرة طيبة أغواها بوسيدن أله البحر مما سبب غيرة أثينا وهو ما تسبب في قتلها !! ستجد أن تعصب هيردوت لليونان جعله يظهر الأمازيغ على هيئة وحوش فيما قام بتمجيد اليونانين الذين خلصوا العالم من شرور الأمازيغ !! هكذا كان التاريخ الذي قرأناه
حتى في عصرٍ قريب منا وهو العصر الأوسط تجد أن الصليبين كتبوا في متبهم أنهم قاموا بحروبً مقدسة في سبيل القدس والكأس المقدسة وليس في سبيل ثروات مملكة بيت المقدس ولا في سبيل أموال المسلمين التي كان لعاب البابا يسيل لمجرد ذكرها أمامه !! ربما إذا قرأت ستجد أن الفرسان الصليبين يتمتعون بالنبل وكرم الأخلاق والفروسية !! فيما لو قرأت في التاريخ الحقيقي عن مذبحة عكا كيف ذبح ريتشارد الألاف من أسرى المسلمين ومثل بهم وكيف قام ريتشارد بذبح المسلمين في أكثر من معركة ستتخلى عن عواطفك إتجاهه !! وربما إذا قرأت أن ريتشارد أثناء عودته لأنجلترا خانه أخوه وأستولى على الحكم ودعمه فيليب أوغسطس ( حليف ريتشارد السابق في الحروب الصليبية ) وأن ريتشارد قد أسر من الأمبراطور البيزنطي وتمت مقايضته بفدية و أسر مرة أخرى من قبل الأمبراطور الروماني المقدس بسبب خلاف شخصي !! ستعرف أن أسطورة ريتشارد قلب الاسد أسطورة زائفة كليا !!
وربما تجد في تاريخنا أن صلاح الدين الفاتح الأعظم للقدس كان منتصرا فيما كانت الحقيقة أنه هُزم في كثيرٍ من المعارك قبل أن يحقق إنتصاره في حطين ( كلامي ليس نقدا او طعنا في صلاح الدين ولكنه من باب سرد التاريخ كما كان وليس كما قرأنا )
كيف سنقرأ التاريخ لو علمنا أن الدولة العثمانيه والخلافة الإسلامية لم تكن أحتلالا للدول العربية ولم تكن تضطهد العرب بل على العكس تماما أعطت العرب أمتيازات لم تعطها للأتراك أنفسهم وكان يسمون العرب بالأشراف لأنهم قوم النبي محمد صلى الله ليه وسلم وربنا ستجد من الغرابة إذا علمت أن الحركة القومية التركية بعد سقوط الخلافة كانت تتحجج في البرلمان بمواقف الخلافة وتميزهم للعرب كأحد أسباب أعتبار الخليفة خائناً للترك !! ربما إذا قرأت أن السلطان عبد الحميد الذي قرأت في أحد كتب جدي رحمه الله في فترة الأربعينات أنه " الطاغية عبد الحميد " رفض أن يسلم القدس لهرتيز " مؤسس الفكرة الصهيونية " ورفض أن يقبل بمشروعه كما أنه كان محبوبا من المسلمين لدرجة أن أحد قرى كينيا النائية ظلت تدعوا للخليفة عبد الحميد في خطبة الجمعة حتى عام ١٩٦٧ !!
وفي تاريخ الحروب لا تثق في أحد فالتاريخ لا يكتبه إلا المنتصر أو صاحب السيف الطويل 
في الحرب العالمية الثانيه كان التاريخ يكتب على ثلاث محاور فدول الحلفاء ترى هتلر سفاح وقاتل ومختل عقليا فيما كانت ترى دول المحور أن إنجلترا غول محتل وأن الأصل في دول الرايخ أن تكون متوحدة لأنهم في الأصل قومية واحدة وأن الأنجليز يخشوف من الرايخ بينما تجد دول الحياد تكتب التاريخ للمنتصر فقط !! 
التاريخ في أوربا الشرقية في وقتها يختلف عن أوربا الغربية 
ربما نقرأ عن فظائع جيش هتلر لكننا لم نقرأ عن فظائع الجيش الأحمر في برلين الغربية !! ولم نقرأ عن فظائع أميريكا في اليابان خلال سنين الأحتلال السبعة وربما لم نهتم بهروشيما ونجازاكي !! من الطرائف أن قائد الجيش الأميريكي حينما قرر مكان الضربة قرر في أوله أن يضرب معابد كيوتو ولكن الرئيس الأميريكي رفض بحجة أنه " زار معابد كيوتو ورأى جمالها وخشي أن تخسرها البشرية " فقرر أن يضرب ضربة قاتلة تسبب خسارة البشرية لأكثر من مليون شخص !! 
حتى في تاريخنا المصري نجد محمد علي الفاتح وباني الدولة الحديثة ولكنا لانجد محمد علي الذي هدم الدولة العثمانية ولا الذي أضطهد الشعب المصري لأنه ليس يوناني ولا نجد المحتكر صاحب السلطة والثروة كأن الشعب المصري كلهم عبيد له !!
نقرأ عن قناة السويس ولكننا لا نقرأ عن السخرة التي بسببها مات مئات العمال وعاش المئات منهم في فقر وربما أصيب بعض عمال الحفر بالعاهات التي لم تدخل الدولة لإعالتهم أو تعويضهم !!
نجد أن جمال عبد الناصر "العظيم " تم في عهده إنتصار مصر على محاور الشر " فرنسا وإنجلترا وإسرائيل " في العدوان الثلاثي حتى أني أتذكر فكرة طفولية حينما كنت في الصف الإعدادي وسألت أستاذ التاريخ : كيف يمكن لدولة واحدة ونامية للتو خرجت من ثورة مسلحة وللتو خرجت من هزيمة جارحة ٤٨ أن تنتصر على أنجلترا ( الأمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس ) وفرنسا ( القوة الثانية في العالم ) وإسرائيل ( التي سحقت جيوش العرب الخائنة في ٤٨ !! ) فأجاب بإبتسامة وقال : المخرج عايز كدا
وربما أراد المخرج أن ننسب الفضل لألاه المصري الجديد فكما دأب هذا المخرج عن صناعة الألاهة لدرجة أن لازلت أذكر أحد الطرائف ومعرنفس أستاذ التاريخ في الصف الرابع الإبتدائي عندما كنا ندرس حور محب " الوزير الذي أنقلب على توت عنخ اتون" كنا ندرسه على البطل الذي أنتشل مصر من الضياع عندها سألت الأستاذ : إذا كان توت عنخ أتون ألاه ومن نسل الألهة وكان حور محب مجرد جندي في الجيش قام بترقيته أخناتون ليصبح ضابط برتبة أكبر وحور محب من أسره بسيطة وإنسان عادي .. كيف تحول بعد موت (أو قتل ) توت عنخ أتون لأله !!! فأجاب المدرس بأجابة لم تبدوا غريبة عني : المخرج عايز كدا

ربما هي الأجابة المنطقية لكثير من الأسئلة لدينا وإلا فكيف يمكن أن تبرر لنا حكوماتنا أننا هزمنا في ٧٣ !! نصر أكتوبر المجيد ليس إلا كذبة من النوع المحبوك !! فالمبرر الوحيد لكامب ديفيد أن هزمنا 
فأنا لم أسمع في التاريخ أن دولة منتصرة سترضى بمثل هذه الشروط المجحفة !! 

كل ما سبق هو مجرد سرد لبعض ما نعرف وهنا حقائق قد نخشى حتى أن نعرفها إذا كنت مؤمنا بنظرية المؤامرة قد تجد في هذا المقال ضالتك وإذا كنت من السذج الذين يؤمنون برواية الحكومات فأنا أعتذر إليك فحالتك هذه تستعصي على أكبر الأطباء !!
الحكومات تعتمد على اللعب على العقول كما فعلت في هذا المقال ففي بداية المقال قلت أن العنوان غير العنوان الحقيقي ولكن الحقيقي أن العنوان الحقيقي للمقال هو :" من يكتب التاريخ !! "

 هذا السؤال ليس لكيان ما او منظمة ما ولكن هو كيان إعتباري 
فمن يكتب التاريخ هو صاحب السيف الطويل أو كما قال الأسكندر عندما سألوه على فراش الموت : لمن تترك مملكتك من بعدك 
كانت أجابته : to the strong ..


الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

الإنسان والشيطان

يقولون أن كل شيء يبدأ بالإرادة.  فالخلق بدأ بإرادة الله أن يجعل في الأرض خليفة و سجود الملائكة لأدم كان بإرادة الله لأن أراد تكريم بني أدم وخروج أدم من الجنة كان بإرادة الله أن يتوب أدم على خطيئته ..

ولكن هل كانت الخطيئة الأولى في العالم أكل الفاكهة المحرمة ؟؟؟

الشيطان :
في البداية أنا لا أتناول الأمر من وجهة نظر دينية ولكني أتناوله بمنظور شخصي ووجهة نظر شخصية ..

يقال أن شيطان بالأصل مشتق من العبرية وكلمة شطن في العربية تستخدم بمعنى الخروج عن الحق ، يعتقد الأنجيليون أن الشيطان هو لوسفير ( أي حامل الضوء ) وهو ملاك طريد والملائكة المطرودون في عقيدة الأنجيلين هم ملائكة طردهم الله من الجنة ونفاهم لأرض لأنهم عصوه فيما يعتقد اليهود ومعتنقوا التلمود أن الشيطان كان عضوا في المجلس الألاهي وكان يُعرف بأسم عزازيل قائد الملائكة الطريدين
ثم طُرد منه لأنه عصى الله  بينما نؤمن كمسلمين أن الخطيئة الأولى ل "طاووس الملائكة" والذي عُرف فيما بعد بأبليس  لم تكن الكفر بالله ولم تكن أنه عصى الله فعليا بمعنى أنه لم يَمرد عن طاعة الله ولكنه تمرد عن أمر الله بالسجود لأدم ولكن خطيئته الحقيقية وهي الخطيئة الأولى في العالم كانت الحسد ..

الشيطان حسد أدم على أن الله شرفه وصوره في أحسن صورة ووهبه رفعة بسجود الملائكة له 
الخطيئة الأولى في البشرية لم تكن تفاحة أدم ولا فضول حواء ولا قتل قابيل لهابيل ولكنها كانت الحسد ..
لماذا طلب الشيطان من الله أن يذره ليوم القيامة ؟؟
أن حسد الشيطان لأنسان جعله عدوا له حيث فضل الشيطان عداوة الإنسان على أن يتخذه حليفا او عوناً
 Ra bracket.png وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ Aya-112.png La bracket.png.

شياطين الإنس :
ربما الشيطان مخلوقً فعليا كالملائكة والجن والإنس ولكن هل هذا يمنعنا من القول أن الشيطان أصبح رمزاً ومدلولاً روحيا أكثر منه فعلي ؟؟؟
يعتقد بعض الملحدين واللا دينيون أن الشيطان هو صفة أكثر منه حقيقة أي أنهم يؤمنون أن الشر الكامن في قلوب البشر هو الشيطان وأن البشر حينما يطلقون العنان لهذا الشر يتحولوا ليتقمصوا شخصية الشياطين 
يؤمن الزردشتيون والأيزيديون أن الشيطان هو الكائن الذي يستغل الظلام في قلوب الناس ويساعدهم أن يستسلموا للخطاياالبشريّة أن أمنا بهذا المصطلح سنكتشف أن الإنسان إذا سلم نفسه للخطايا السبع تحول إلى شيطان من شياطين الأنس :
١: الشهوة
٢: الطمع
٣: الغضب
٤: الجشع
٥: الحسد
٦: الغرور
٧: الكسل
إذا تملكت الإنسان هذه الخطايا أصبح من شياطين الأنس ..

الصراع بين الإنسان والشيطان ليس صراع البقاء ولكنه صراع التفوق فالشيطان لا يريد أن يُفني الإنسان ولا يريد الرفعة على الإنسان وإلا لتاب إلى الله ونال الرفعة بالطاعه ولكنه أثر أن يغرق في المعصية لأنه عندما يتشبع بالمعصية سيفيض على أبن أدم بالمعصية وإذا تشبع أبن ادم بالمعصية نشرها بين العباد وعندما يبلغ أقصى إنتشارٍ له يغرق في الجحيم ..
الشيطان لا يريد أن يخرج من الجحيم ولكنه يريد أن يدخل أبن أدم الجحيم كما كان ادم سببا في خروجه من جنة الله
لقد أستسلم الشيطان لغروره  وأستسلم لحسده لأبن أدم وأستسلم لشهوته بأن يكون زعيما على الملائكة وأستسلم لجشعه بان يكون المخلوق الأثير عند الله وأستسلم لطمعه في إغواء بني أدم وأستسلم لكسله فبدل أن يتوب قرر أن يغوي بني أدم كلهم لذنبه 
إرادة الشيطان ليس أن يزول بني أدم ولكن إرادة الشيطان أن يتكاثر ويزداد بني أدم فكلما أزدادوا إزداد جشعه وطمعه لإغواء المزيد
الحرب بين الإنسان والشيطان ليست حرب إبادة ولكنها حرب تفوق
الجنس المتفوق في هذه الحرب يفوز والجنس الخاسر في هذه الحرب يخسر
فهل تنتصر إرادة الإنسان بالعودة لموطنه بالجنة أم تنتصر إرادة الشيطان بإغواء أكبر عدد من بني أدم ؟؟
صراع الحسد والخطايا 
صراع التمرد والطاعة
صراع النور والظلام
صراع الخير والشر 
كلها علاقات محتومة بالإرادة
لكل إنسان إرادته فكل شيء يَنبع من الإرادة وكل شيء ينتهي بالإرداة .

الأحد، 3 أغسطس 2014

قابلت ملك الموت

ما هو الشخص الميت ؟؟
أحب الأسئلة التي تبدأ بما فلا أجد في الأسئلة التي تبدأ بمن إجابات مريحة ..

نوعان من الأسئلة كانت لهم نفس الإجابة :" لما تكبر هتفهم " وفي الواقع كبرنا ولم نفهم شيء ..
النوع الأول : الزواج ؟؟ ما الفارق بين الذكر والأنثى ؟؟ لماذا نولد ؟؟ لماذا نتزوج ؟؟
وفي الواقع هذا النوع لم يستدعي إهتمامي كثيرا وأكتفيت بالإجابة المتاحة
النوع الثاني : الجن ؟؟ الشياطين ؟؟الموت ؟؟ الملائكة ؟؟
في الواقع كنت أجبن من أن أسئل فيه فبدأت أقنع نفسي أنني سأفهم حينما أكبر  ...
في الواقع مرت السنوات سنة بعد سنة وأنا أسمع نفس الإجابة : لما تكبر هتفهم ..
يقول أحد الفلاسفة : أنهم لم يجدوا إجابة لأسئلتنا فكانت إجابتهم : ستفهمون عندما تكبرون .. في الواقع كبرنا ولم نفهم شيء ..
فأما الجن فأشبعت شغف طفولتي بالبحث عنهم في قصص ألف ليلة وليلة وأكتفيت بهم في قصص علاء الدين والسندباد البحري  ربما رأيتهم وربما لم أرهم من يدري وربما من يهتم .
وأما الشياطين فأكتفيت بقرائتي عنهم في الأحاديث وقصص الخبر
أما الموت فدائما كانوا يخبروني : إذا أحب الله عبدا وأشتاق للقاه قبضه إليه .. فكنت أستغرب دائما إذا كان الموت بهذا الجمال لماذا نبكي لماذا نتألم لفراق الموتى ؟؟ هل نتألم لأنانيتنا أننا لن نقدر أن نعيش بدونهم ؟؟ في الواقع فهمت أكثر بعد هذا الطرح بسنوات قليلة ..
أما الملائكة .. كنت أتخيلهم دائما في اللباس الأبيض الفضفاض اللامع وكأنه اللؤلؤ المكنون أو ربما ظللت أتخيلهم حتى العاشرة بهذه الصورة ..

كنت في العاشرة
في الصف الخامس في الفصل السادس بمدرسة الهدى والنور الإسلامية الخاصة 
كان فصلاً متفوقا في كل شيء 
عندنا الرياضيون والمتفوقون علميا وأدبيا وثقافيا .. كنا دائما متميزون 
لم أكن طالبا إجتماعيا ولم أكن بالصوره التي يراها البعض الأن ولكن كنت قانعا بأن لدي من الأصدقاء القليل ولكنهم في نظري الطفولي كانوا كثير : عبد الرحمن و محمد وأحمد ومحمود و إبراهيم
كان إبراهيم زينة الفصل بكل ما تحمله الكلمة من المعنى ربما لم يكن رياضيا ولكنه كان محب للرياضة وكان من مشجعي لعبة المصارعة الحرة ودائما وأبدا كان يتكلم عنها 
كنت أطول منه وفق رأيه بعشرة سنتيميترات كان ينظر إلي أنني كنت طويلا
كان إبراهيم إجتماعيا نادر الفكاهة وكثير الضحك رغم أنه لم يكن متفوق ولم يكن بالذي يبذل الجهد الكثير في الدراسه ولكنه مع ذلك كان محبوبا من كل مدرسي الصف
في الواقع سعدت بأنه كان في مجموعتي الصغيره التي لم أحظى بغيرها فرغم أني كنت آحيانا من أوائل الصف وربما كنت لمدة طويله من متفوقي المدرسه إلا أني في أعين البعض كنت الطفل الغامض الغريب الذي يتجنبه الطلاب الأكثر شعبيه وشهرة .. وربما لهذا السبب كنت سعيدا برفقته

كنا في أحد فصل الشتاء
الجو بارد ومع هذا كنت أنتظر الحصة الأولى بشغف فقد كانت حصة الريادة وكان رائد الفصل حينها أستاذ  سعد حبيب أروع المدرسين في وقتها وأكثرهم حبا لفصلنا لازلت أذكره فرغم حزمه وشدته مع من يخطئ كان مغرما بنا محبا لنا عطوفا علينا 
في حصة الريادة كنا نتناول قضايا الفصل البريئة التي فهمت عندها كبرت أنها لا تساوي أي شيء في هذا العالم الكبير 
تأخرت عن الحصة الأولى ربما بسبب برودة الشتاء وإغراء الغطاء ولكن وصلت بعد بدأ الحصة الأولى 
دخلت المدرسة وجلا خائفا من العقاب فأي عقاب أصعب من أن تُذنب أمام باقي طلاب المدرسه في طابور الصباح !!
ولكن على غير العاده لم يوبخني أحد او ربما ( لم يكترث أحد )
دخلت فصلنا مبتسما ولأول مرة وجدت فصل ٥ب٦ هادئا في حصة الريادة وأستاذ سعد حبيب ذو الوجه الأبيض شاحب اللون وعندما نظرت له مبتسما وقلت ببراءة : هو الفصل هادي ليه 
رد بتنهيدة لم أعدها وقال : أتفضل اقعد يا أحمد ..
جلست بجوار محمود وكعادتي هممت بالتحدث لمحمود وكعادتي بدأت كلامي بالمزاح فقلت : أيه يابني الفصل هادي ليه كدا وليه فلان نايم في قلب الفصل وفلان ليه ساكت وفلان ليه حاطط راسه ع الديسك
همس محمود في أذني وقال : إبراهيم مات ..
" نعم !! يعني أيه مات !! متهزرش !! يعني أيه مات "
كان الرد صاعقا ولأول مره في حياتي أرى محمود جادا وهو يقول : أقسم بالله مات في العملية بتاعت دراعه بجرعة بنج زيادة ..
لا أدري كيف تلقيت الخبر ولم أدري ماذا حدث فلم أفق إلا ونحن وفي باص المدرسه نقف أمام المقابر ونرى صديقنا يودعه الشيخ في جوف القبر وهو يدعوا له ونحن نؤمن عليه .. عندها فهمت أن الميت ليس هذا الشخص الذي يحبه الله فيشتاق للقائه فيقبض إليه بل هو الشخص الذي لا نعرف قيمته إلا عندما نفقده ..
من هو ملك الموت ؟؟
لم تعد الملائكة في نظري بذلك الشكل الرومانسي الأبيض الساحر .. بل بدأ في الظهور ذلك الملاك ذو الأجنحة السوداء العظيمة والنظرة الباردة  .. ربما هي مخيلة طفل ولكن في الواقع هو طفل حاول أن يبحث لعقله الصغير عن مبرر لماذا يموت طفلٌ في عمر إبراهيم !!
تأبى هذه السنة أن تمر مرار الكرام ففي ليلة الأول من رمضان وأخر أيام شهر شعبان كان ينتظرني لقاء جديد  مع ملك الموت ولكن هذه المره داخل جدران بيتي .. لا أتحدث عن الضوء الأحمر الذي رأيته يمشي على جداري ولا أتحدث عن ذلك المخلوق الذي كاد يقتلني في نومي في مره وتبدد بصوت أذان الفجر .. بل أتحدث عن ذلك اليوم ..
عدت للبيت جائعا كالمعتاد أوصلني خالي للبيت وهو صامت كعادته صعدت السلم في عجل وعندما وصلت بيتي وجدت باب الشقة مفتوح 
تجلس في واجهة الباب أمي وعلى جوارها نسوة يرتدون الثياب السوداء 
ببراءة ركضت على أمي وهمست في أذنها : أنا جعان .. نظرت لي في حزن وقالت : حاضر بس معلش روح مع خالوا هتتغدى عنده أنهارده
بعدها سألت : ليه كل الناس دول هنا .. لم أعتد على هذه ( اللمة ) في بيتنا الهادئ وإن كنت قد أستنتجت سابقا في طفولتي أن ( اللمة ) تعني الفرح
أجابتني أمي بنبرة حزينة : أصل جدو هينقل  
فقلت لها بفرحة : هيجي يعيش معانا هنا 
نظرت لي باسمة وهزت رأسها بالإيجاب
لم أكن أعلم ما الذي فعلته ولم أكن أفهم لماذا أجهشت أمي في البكاء 
ولكني فهمت حينما ذهبت لشقة جدي كي ألعب فيها مثل كل يوم لأجد رجلا يقف فوق جدي ويصب الماء فوق نصفه العلوي .. وبعدها بساعه وجدت رجلا موضوعوا في كفنٍ أبيض منقولا في سيارة الإسعاف وهمس أحدهم في أذني : ودع جدو ..
هذا لم يكن لقائنا الأخير فربما تقابلنا كثيرا تقابلنا في جنازة والد صاحبنا أحمد في نفس السنه وفي السنه التي تليها في جنازة أستاذ رضا مدرس الألماني بمدرستنا وبعدها بسنتين في جنازة أستاذ سعد حبيب .. 
مرت السنين وربما نسيت شكله أو ربما أرتحت لأنني نسيته : ربما لم يعد يعنيني أنه يحصد أرواح العجزة طالما أنه أبتعد عنا معشر الشباب أو هكذا ظننت 
لأفاجأ به يعود في الثانوية يحصد أرواح بعض الشهداء في ما عُرف بعدها بثورة ٢٥ يناير 
ربما هدأ الوضع ولكني تعلمت أن لا تأمن له فما إن تعطيه ظهرك حتى يظهر من جديد 
جهاد موسى
عمرو شعلان
حسين حاتم
وأخيرا أحمد شقير  ربما من عجائب القدر أن في نفس العام الذي كنت فيه في فصل ٥ب٦ كان رفقاء أحمد شقير في فصل ٦ب٦
ربما إذا فكرت فأنه سيزورك كل سنه أو ربما لا كل شهر أو ربما هو يحلق تحت سقف بيتك كل يوم ينظر إليك ينتظر ذلك اليوم الذي يسأل الناس عنك بصفة الغائب ويقولون : كان الله يرحمه ..
لم أعد أناديه بملاك الموت فكلمة ملاك أتصلت بعقلي الصغير على أنها تُستمد من النور والأجنحة البيضاء ولكني دائما كنت أتخيله مَلك الموت ..

إن كان الموت جميلا بحيث تكون الإجابة في التعازي : هو دلوقتي في مكان أحسن
إن كانت الدنيا بهذه القسوة وإن كانت الحياة بهذه البشاعه فلماذا نحزن إذا فارقونا بهذه الطريقة أو بطريقة أخرى ..
ولماذا نتألم إذا فُرض علينا أن نفارقهم  إذا كان فراقاً مؤقتاً أو على الأقل فراقاً مميزاً ..
ربما نحن أنانيون وربما عقولنا الصغيرة أصغر من أن تدرك ماهية الموت وحقيقة كيان الشخص الميت ..

إجابة السؤال : من الميت ؟؟  تكون نحن الأموات ..
ما هو الميت ؟؟ هو الشخص الذي نبكيه حقدا منا أنه فاز بمكان لم نصل لمثله ..

الاثنين، 14 يوليو 2014

الإنسان والعدل

دائما ما يخالج خاطري أسئلة : متى ، ماذا ، أين وكيف؟؟؟ ..
أسئلة تتناسب مع أسلوب تفكير هندسي .. 
لكن على المدى الطويل أجد أسئلة بلا إجابة 
تلك الأسئلة التي تتمحور حول طبيعة الإنسان ؛ قد تجد إجابات وصل إليها عقلك الأولي وقد لا تجد إجابات ترضي فضول الباحث

 .العَدْل : ماقام في النفوس أنه مستقيم، وهو ضد الجور، والعدل هو الحكم بالحق.

العدل  أحد المصطلحات التي أبدع الإنسان في صياغتها ، تميز الإنسان باللعب في المصطلحات بما يخدم حاجاته ..
دائما ما يخلط الإنسان بين العدل والمساواة ..

فالعدل أن نكون ثلاثة شركاء في قطعة أرض يملك أحدنا نصفها فيحصل على نصف الماء ويُقسم باقي المورد المائي على بقيتنا وفقا لحصة كلٌ منا 
بينما المساواة أن يأخذ كل منا الثلث فقط من الماء !!
المساواة ليست عدل في كثيرٍ من الأحيان ..

فلنعتبر أن العدل هو الأسم الأكثر نبلا وبناءً عليه سنعتبر أن الإنسان يبحث عن العدل 
ولكن لنكن صرحاء هل الإنسان يبحث عن العدل حقا ؟؟

إن الإنسان الذي وعى حقيقة أن البقاء لأقوى ( لا أجد غضاضة في إعتماد قانون الغاب قانونا للبشر ) هل سيهتم لكلمات مثل : نصرة المظلوم ، لهفة المستنجد ، العدل ..

في الواقع أحيانا أجد العدل لا يطول إلا الفقراء 
فقد تجد القاضي يقضي بحبس فلان الذي سرق ألف من الجنيهات بالخمس أعوام وقد يتفاوت الحكم وفق الهوى لا وفق القانون !!  بينما قد يحكم القاضي نفسه لرجل الأعمال بالخدمة العامة كنوع من التعويض لضرر المجتمعي مع التصالح !! 
ميزان العدل يمكن أن يُغش مكياله كما يُغش في مكيال الباعة بإضافة ثقل أسفل الكفة .. فأذا أضفنا القوة كثُقل خفي تحت الكفة  هل من الممكن أن نشعر بالفرق ؟؟
الإنسان يحكم لأقوى ولنضرب مثلا من قبيل الحصر عندما تحاكم الخديوي إسماعيل و ملكة إنجلترا فيكتوريا في خلاف ملكية قناة السويس تحاكموا لنابوليون الثالث إمبراطور فرنسا والذي لم يكن له أي مصلحة في قضية القناة ولكنه حكم لصالح إنجلترا مجحفا حق مصر ومتغافلا عن مأسي عمال القناه !!
في تاريخ الكنيسة الكاثلوكية الدموي من النادر أن تجد حكما إنسانيا راقيا رغم أن الكنيسة كانت تحكم بسلطات الله فهل كانت سلطات الله التي أقتبسها البابا تحكم على الفقير وتُعفي النبلاء !!
في الواقع أن الكنيسة التي أعدمت علماء الجيولوجيا وعلماء الطب وعلماء الفلك لمجرد أنهم تجرؤا وغالبوا نواميس الكنيسة !!  حينما يركع جاليلو جاليلي  وهو في السبعين من العمر على ركبتيه ليستغفر البابا  كي لا يعدم لأنه قال أن الأرض تدور حول محورها وهو ما يخالف تقاليد الكنيسة  بينما نفس الكنيسة منحت صكوك الغفران لمن قاتل في الحروب الصليبية !! تجد صكوك الغفران لمن أنتصر ولمن قتل و لاتجد صكاً واحدا لمن أكتشف أو أبتكر !!
حينما لا تجد العدل تحت عروش من يحكمون بأسم الله أعتقد أن الهوى الإنساني لن ينجرف إلى العدل بطبعه ..
حينما نتفقد التاريخ الإسلامي نجد النقيض حينما نقرأ لمستشرقين نجد أن الخلفاء الذين أهتموا بهم ومنحوهم فائق الاهتمام هم الخلفاء الذين أشتهروا بالقوة بالرغم أن أغلب من أشتهر بالقوة قد أشتهر بالعدل  : تجد أن كثيرا منهم لايهتم ببحث العدل في الملوك بل بالبحث في قوة الملوك 
أن خليفة مثل عمر بن الخطاب يدرسوه لقوته لا يعتدوا بعدله
وخليفة كهارون الرشيد لا يعتدوا إلا بتوسع دولته ونفوذه الخارجي وأساطيره لا يبحثون في عدله
اما في السلاطين نجدهم لا يهتمون بعدل محمد الثاني ( الفاتح ) بل يهتمون بغزواته وفتوحاته فقط  ان ملوكا وسلاطين مثل : صلاح الدين الأيوبي و بايزيد الثاني والسلطان ألب أرسلان والسلطان سليمان القانون وغيره ممن السلاطين والأمراء والملوك الإسلامين تجد أن المستشرقين وقفوا على نقاط قوتهم ومعاركهم وفتوحاتهم كنوع من دراسة الدولة الإسلامية ولم يقفوا على عدلهم !!

إن الإنسان لا يكترث إلا لمصالحه 
لازلت أذكر الراكب بالقطار الذي سُرقت محفظته وعندما أمسك الضابط اللص وواجه المسروق منه فوجأنا بالرجل الذي سُرق ينزل في محطته وكأن شيئاً لم يكن بعد أن أسترد محفظته ونقوده  تاركا الشرطي واللص في القطار !!
إن الإنسان لا يهمه العدل يهمه أن تمضي مصالحه بما يتناسب مع أهوائه 
العدل لا يكون لأبناء جلدتك فحسب بل أن تكون عادل بين الناس جميعا ولو أقتضى أن تكون حازما على البعض من من تحب
لا يبحث عن العدل إلا مظلومٌ أو ضعيف يريد أن يسترد بسيف العدل ( أحد أسماء الله السامية ) ما سلبته طبيعة الإنسان من طمع و عطش لسلطة والقوة وإنعدام الرحمة

كل هذا يقودنا لنتيجة مفادها أن الإنسان لا يعترف إلا بالقوة ولا يعتد إلا بالقوي والقوي فحسب ..  لايهمه ما إذا كان ذلك القوي ظالما أو تقيا
 يهمه فقط أن يساير مصالحه
وبعد هذا نصل لنتيجة أخرى لن تجد الرحمة إلا عند الضعفاء ..

الأحد، 13 يوليو 2014

لن أنسى

كنت في قطار الساعة الثانية ظهرا وكما تعودت ( او صرت معتادا ) ان اركب في قطار الدرجة الأولى المكيف وكعادتي اجلس بجوار النافذة لأشهاد معالم الطريق والمحطات 
ربما رغم ان القطار مكيف إلا أني أشتهي لذة الهواء وهو يداعب وجهي وفجأة داعبت ذكارتي أول مرة ركبت القطار لوحدي ( بدون أهلي ) في زيارة لأحد أصدقائنا ببلد تسمى العصافرة بالمنزلة 
وكعادة (الزيارات الأخوية ) التي تركب فيها الدرجة الثالثة المعتادة لتشعر بمعاناة الناس
رغم أنني لم اعتد على هذا المستوى ولا هذا الحر ولكن كانت من اجمل زكرياتي التي لا أملك أن أغفلها
وتذكرت موقف الرجوع في قطار الخامسة :
قبل أن نركب القطار أخذنا بعض الصور في محطة العصافرة الريفية ( محطة تقع في قلب الأراضي الزراعيه )
وفي طريق العوده تهامست انا وعبد الرحمن الشربيني ( شهرته شربو ) وكنا نتحادث كعادتنا في مواضيع ظريفة وكوميدية ( لم يكن عادتنا ان نتحادث في السياسة لأنها كانت تجن علينا من الزكريات التي لا أحبذ أن أذكرها )
وعندها أطرق عمرو عصام بأذنيه وقال بأسلوبه الذي يجبرك أن تنفجر من الضحك : أيه يابااااادر بتقولوا أيه الحوار ده انا راشق فيه )
رديت وقلت مداعبا : عيب عليك أكيد الحوار أنت فيه
وكالعاده وصل قطار الخامسة في السادسة ..
وكعادة قطارات الأرياف مظلمة ( لاتوجد بها كشافات ) وشبابيكها كلها محطمة رغم فراغ القطار إلا أنه موحش - مالم يكن عندك الصحبة اللازمة - وكعادتي جلست قرب الشباك
وما إن جلست بجوار عمرو عصام لنتحدث (في الحوار أياه ) وبدأ يضحك وضحكاته ترتفع ضحكات تجبرك أن تضحك بل تغريك بالإنفجار بالضحك ^_^ وبعدها بربع ساعه غط في نوم عميق -_- وكالعادة إنتقلت لجوار شربو
كان شربو شخصية لطيفة وهادئة ولكن دعابتها لا تنتهي وأنسه لا يُمل وبينما نحن جلوس نتحدث فوجأة ببائع العسلية الجوال وكعادة باعة القطارات الجوالين يلقي الحاجات على رجلك ثم يعود ليأخذها وبالفعل عاد ليأخذها فوجأة بشربو يشتريها ويعزمني على العسلية ( قد تجدوا هذا عاديا ولكن لأحد أسباب إعتزازي بنفسي اترفع عن تحاول حلوى السمسميات قد تجدوا هذا سخيفا ولكن بعض عادات الأشخاص لا تجدر بها الا أن تكون سخيفة )
ولكن في موقع كهذا وحادث كهذا لا أملك أن أكون سخيفا .. وقبلتها  ونوعا ما لذة الحلوى من لذة الرفيق ..
وبعد أن أنهينا نقاشنا وحديثنا خلدت للنوم .. وبعد نصف ساعة هرع عمرو عصام بصوته المثير للضحك : ألحق يلا وصلنا 
وعلى الفور لأن المحطة مظلمة والقطار مظلم نزلنا
وبعد ربع ساعة وأنا أتفقد المحطة وأنظر نظرت لشربوا الذي بدا على وجهه أمارات الحيرة ثم تبسم وهم أن يتكلم لكني قاطعته : نزلنا محطة غلط -_-
نظر لنا عمرو عصام نظرة كوميديا وقال بصوت تملأه الحسرة والخيبة : أيه داااااا نزلنا محطة غلط -_- وأنت يابااااد كنت عارف وساكت
ربما لم اتاملك نفسي ولم أعرف متى توقفت عن الضحك حتى وصلت إلى محطتنا القادمة
وقفنا أمام إستاد المنصورة وتبسمنا وضحكنا قليلا ثم تصافحنا وتوادعنا ( أتعرفون ذلك الوداع الملئ بالحب بعد أن تشاركت مع من تحب أجمل اللحظات )
وربما كان الوداع الأخير ..

الحرية لعمرو عصام
الحرية لعبد الرحمن الشربيني ( شربو )