الخميس، 13 فبراير 2014

الإنسان والشر

بعد طرحي السابق في مقال الإنسان والقوة سؤالاً اراه مهماً : هل الإنسان شرير بطبعه ؟؟
تتبادر الى الذهن بعض الصور والقصص من التراث والتاريخ واحيانا من الواقع المعاصر ..
وحينها يتبادر الى ذهنك سؤال جديد : اذا كان الإنسان مخلوقا سليم الفطرة والنية اذا فلماذا يحب الحرب ؟؟ لماذا يستجلب العداء؟؟ لماذا يتلذذ البعض بمعاناة البعض ؟؟

نبدأ من البدايا ..
خلق الإنسان :
عندما خلق الله الإنسان خلقه ليكون خليفته في الأرض .. فهل كان الله ليستخلف شيطانا او ماردا ؟؟
عندما سكن الانسان الجنة سكنها بفطرة بيضاء .. وحين تسلل الى نفسه بعض من حوائج الدنيا ( وانما سميت الدنيا من الدنو والانحطاط ) هبط من الجنة وعندها بدأنا فصلا جديدا !!
الإنسان في الدنيا :
عندما هبط ادم من الجنة خسر بعضاً من هبات الله له من الروحانية والملائكية ولحكمة الله وحده يعلمها ولد لأدم اولاد لم يكونوا على نفس الدرجة من الروحانية ..

قابيل يقتل هابيل :
هنا بدأت النزعة الى القتل تظهر في صدر الإنسان وربما كما سبق وقلنا ان شهوة القوة والنقص والرغبة في الكمال هي الشهوة العظمى لدى الإنسان ورمبا هي الشهوة التي جعلت قابيل يقتل اخاه هابيل ..

اذا انتقلنا الى عصر نوح :
كان الإنسان قد تلوث بهذه الدنيا واصبح اكثر حيوانية وقد فقد روحانية الجنة وتأثر بالبيئة فأكتسب من الصحراء جفافها و اكتسب من التربة خشونها واكتسب من النار الحرارة والغضب و كما سبق وتعلم من الحيوان دفن اخيه الحيوان تعلم من الحيوان الصياد اكل الحيوان الفريسة
فصرت تري الإنسان يقتل اخيه الإنسان بحجة العيش ..
في زمن نوع بلغت المصالح الذروة فبدأ البعض يسعى لأتلاف جوهر الرسالة لتنتصر مصالحهم !!


الأنانية هو السمة العظمى في كل شر ..
والتكبر الذي يظهر في نفوس البعض ربما يقودهم لأفعال لاتحمد عواقبها ( وما اضل ابليس الا تكبره على أدم !! )

عندما ننظر في نموذج سيدنا إبراهيم كيف ان الأنانية والعناد دفعت قومه الى ان يلقوه في النار بحجة ( حرقوه وانصروا آلهتكم !! ) واي نصر يكون في حرق شاب اعترض على مارآه بالأدلة والبراهين  ان عبادتهم لأصنام نقص وعجز في التفكير

اذا تنقلنا في تاريخ الرسل وماواجههم من شرور من بداية أدم إنتهاءا بمحمد عليه السلام مرورا بعهد الخلفاء بدأ بعبد الله بن سبأ انتهاءا بدور حنا يعقوب في الحملة الفرنسية !! نجد ان الأنانية والعند والتكبر كان ابرز سمات الإنسان !!

من منطلق فلسفي يرى البعض ان الخمر حين تذهب العقل تكشف معدن الإنسان الحقيقي واذا ما امعنا في هذا فلماذا اذا نسمع عن سكير قام بقتل طفل او قام بضربه او قام بالإنتحار !! فهل طبع الإنسان قاتل ولكن حين نقرأ ان الرسول صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج عندما عرج إلى السماء خير مابين الخمر واللبن فحين اختار اللبن أخبر انه اختار الفطرة النقية , اي ان فطرة الإنسان في إختياره للبن وليس الخمر  , اي ان فطرة الإنسان لاتظهر في الخمر وماهي الا حالة مرضية لاتثبت اي شئ ..

ولكي نختم الكلام : إذا كان الإنسان شريرا لمذا اذا خلق الله له ضميرا ً !!
لمذا ذلك الحارس الذي يراقب القلوب وينبهها ويوقظها ان اطالت السبات ؟؟ لماذا لم يتبقى من روحانيه الجنة غير الضمير ؟؟؟

حين نتمعن في هذه الحقيقة نجد ان الله اعطى الضمير لإنسان ليخيره به وليكون ميزانه الأسلم الذي يزن به الأمور ..
" وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهاَ* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وقد خاب من دسّاها "
ونجد حقيقة مهمة جدا : وهديناه" النجدين"
اي ان الله خيرك بين الطريقين ووهبك الضمير ليكون ميزانك .. ولكن لاننسى ان الله خلق النفس آمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ..

علينا ان نعيش في هذا الصراع وهذا الجهاد المستمر بيننا وبين انفسنا ونتيقن من حقيقة واحدة ان الله خلقنا على الفطرة السليمة
لقد خلقنا الله على الفطروة النقية لنكون خلفاء الله في ارضه لم يخلقنا الله لكي نشقى او لكي نكون اشرارا !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق