الثلاثاء، 4 فبراير 2014

العبث في العقول

الفن .. والثقافة او مايعرف بالسلطة الناعمة وهي تلك القوى التي تمتلكها الدول للسيطرة على وعي الشعوب
رجعت الى الوراء قليلا وقمت بالبحث في المناهج التي كنا ندرسها في الثانوية العامة وخلافه في الأدب العربي وقمت بتجميعة بسيطة لدسائس والثغور بدأ من منهج مادة الدراسات الإجتماعية انتهاءا لمنهج اللغة العربية في الصف الثالث الثانوي

اذا عدنا بذاكرتنا لبواكر الطفولة نجد هذه الجملة تتكرر وبشدة في الكتب والمناهج : الأديب العالمي نجيب محفوظ الحاصل على نوبل في الأدب
ثم يتبع قائلا  : نوبل جائزة عالمية تُمنح لعباقرة في مجالات تفوقهم ...
اذا  تابعت هذه المعلومة قليلا ستكتشف انها احد الأوهام التي غُرزت في وعينا 
على اي اساس مُنح لقب الأديب العالمي ..
ما مقياس عالميته ؟؟ ما مقياس سطوع نجمه ؟؟ 
ستجد ان  شهرة نجيب محفوظ لاتعدوا عن كونها شهرة اي حاصل على نوبل بل ومثله مثل بعض الحاصلين على نوبل لم يشترهوا خارج حدود قوميتهم بمعنى .. خارج اطار العرب لن تجد من يقرأ رواية بين القصرين مثلا بقدر ماتجدنا نقرأ لبرنارد شو وفيكتور هيجيل وارنست هيمنج واي وخلافه
نجيب محفوظ لم يشتهر او يساذع سيطه الا بعد رواية اولاد حارتنا حتى رواية أولاد حارتنا المثيره للجدل والتي اقل وصف لها انها تعرضت لقصة أدم والأنبياء وهو مايعتبر إهانة لمقدسات اسلامية كما يرى الكثيرون حتى مشايخ الأزهر حظروها  ، تجد ان هذه الرواية مُنعت من النشر في بعض البلدان العربية !! فعلى اي اساس نال كل هذا السيط !!
ننتقل على نموذج أخر : طه حسين عميد الأدب العربي :
فعلى اي اساس نُصب طه حسين عميدا لأدب العربي. ؟؟ وقد علم البعض ان طه حسين كان نادرا مايكتب الشعر اذا فقد اهمل احد جوانب الأدب العربي بالأساس !! ولماذا طه حسين بالذات ؟؟ لماذا لم يكن الرافعي مثلا او مصطفى لطفي المنفلوطي من حاذ هذا اللقب ؟؟؟ 
الأدب العربي في الأساس ماهوا الا احدى هبات انتشار الإسلام فكيف لنا ان نهين بعض القيم الإسلاميه بإستخدامه ؟؟ عندما تتجول في سطور طه حسين في قصيدة :" لماذا اعبد الشيطان " تجده قمة الفكر العلماني  الذي يتنافى مع ابسط القيم الإسلامية هذا ليس نقدا للمادة الأدبية لمتن القصيدة بل هو نقد لضياع القيم الدينية بالقصيدة ..
قصيدة لماذا اعبد الشيطان تباهى بها طه حسين بأبليس وكيف انه كان ثائرا على إرادة الرب وكيف انه ضحى بالخلود في الجنة واحترم إرادته الثائرة ودفع ثمنها !! واذا فكرت بالفكره علمانيا ستجد انه لاعيب فيما قاله فهو يقارن موقف الثائر الرافض للعقائد القديمة بموقف أبليس الذي ثار على الإرادة الإلاهية ولكن .. اذا فكرت عقلانيا فعلى اي شئ ثارأبليس !! لقد ثار على أمر الله !! قد يعتبره طه حسين معتزا بكبريائه ولكن اي كبرياء امام رب العالمين !! فعندما تجد عارفا بالتاريخ الاسلامي وبالدين الاسلامي كطه حسين يعرف جليا ان الانكسار أمام الله اساس العقيدة السليمة وان الذل في مقام الله. عزة في النفوس فكيف صور فسوق أبليس على انه كبرياء !! لُعبة خلط الأوراق في تصوير طه حسين ككاتب ومفكر في اساس الأدب العربي انما هو للعبث في عقلية الوعي لدى المستقبل والدارس  عبر رسم صورة طه حسين بأنه القدوة في الفكر والأدب !!
ننتقل الى صورة نمطية أُخرى : ابو الطيب المتنبي .. لماذا لم ندرس في صغرنا الا قصائد المُتنبي في  مدح الحكام ؟؟ لماذا لم ندرس له قصائد الذم التي هاجم بها الخصوم مثلا أو التي هاجم فيها الحكام !!  
ولماذا لم ندرس سوى قصائد الغزل الصريح القائمة على الوصف والتمثيل !! وان كان البعض يعتبرونه فنا  .. فقد نمى في فكر الكثيرين ان الحرية في التعبير وإباحة الممنوعات هي الفن !! 
وحتى لو اعتبرناه فنا فالفن يعني المُختصين به فقط !! لماذا اذا ادُرس قصائد الغزل الصريح لأطفال ربما لم يبلغوا من عمره ال١٨ !! من مفهوم إباحة الممنوعات ومن مبادئ العلمانية الإباحة تأتي بعد ال١٨ لكن أن تطبق هذه الإباحة على الأطفال !!

المشهد الأخير في هذا المقال هو ثورة الإمام الحسين وثورة عبد الله بن الزبير ..
ومن الطريف ان تدريس المناهج الدينيه مجد السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ومجد الزبير بن العوام رضي الله عنه ثم ذمت عبد الله بن الزبير حين ثار على ظُلم بني أمية وقمع الحجاج وظلمه !! في حين كان يلقب الحجاج بن يوسف الثقفي بأخو فرعون  !! لكنه في كتبنا قدمناه على انه قائد باسل حفظ لنا البلاد من شر الثورة ومن شر الخروج على الحاكم !! فأن كان الخروج على الحاكم حراما او فجورا فهل أبن اسماء بنت أبي بكر وحفيد أبي بكر الصديق وأبن الزبير بن العوام ( والذي ذكرت كُتبنا استشهاده على يد الخوارج انه قُتل في الفتنة بين جيش معاوية وجيش الإمام علي !! ) و أحد المبشرين بالجنة فاجرا أو مجرما !! وكيف لك ان تقص علينا قصة عروة بن الزبير التقي الورع وفي نفس ذات الوقت تصف أخاه عبد الله أنه خارج أو فاجر !!

اللعب في وعي الجيل الناشئ ومن المناهج وتربية أجيال على نظريات من وضع الأنظمة  انما جاء عبر تزوير الحقائق والخلط على مدارك النشئ الجديد لينتج جيل لايختلف كثيرا عن الجيل الذي سبقه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق