* أتسائل عن هذه الحقيقة في مقولة الفيلسوف " نشيته " حول : أن الإنسان يعبد القوة !!
دار في عقلي بحث سريع منذ فجر التاريخ والانسان تمتلكه الشهوة العظمى وهي رغبته في الكمال
الله سبحانه وتعالى حين خلق الإنسان خلقه ناقصا لحكمة هو يعلمها سبحانه ولكن ..
تلك الرغبة في معالجة النقص الذي لديه رغبته في الكمال صنعة من الإنسان المستسلم لشهوته حيوانا أو وحشا كل مراده امتلاك القوة للقوة وحسب ..
الشهوة في الوصول الى الكمال هو شهوة في حد ذاتها لاتنقضي ابدا .. الإنسان تقتله شهوته قبل اي مقام
وفي اطار هذه الحقيقة سأفند لكم بعض النقاط تثبت ان الإنسان عبد للقوة وكل سبيل يؤدي اليها ..
في بادئ ذي بدأ هابيل وقابيل ..
كثير تسائلنا في صغرنا من هو المنتصر حتى ان القرآن في اثناء عرض القصة لم يتطرق الى التفصيل لحكمة الله يعلمها ولكن اذا نظرنا في معدل انتشار اسم قابيل سندرك انه المنتصر .. لسبب بسيط شوهة الانسان في القوة اوحت للبعض ان القاتل قابيل هو الأقوى ومن ثم قدسه البعض واعتبره المنتصر ..
واذا نظرنا الى عبدة الشيطان اولائك الذين يرون في رفضه للسجود لإنسان قوة و عزة نفس قد سولت لهم انفسهم ان يختلقوا واقعا يبرر لهم ظنهم وهو ان الشيطان مخلوقا من نار والإنسان من طين اذا فالقوي هاهنا هو الشيطان
عندما تبحث عن الديانات القديمة مابعد الطوفان العظيم تجد ان الناس ابتدعوا في عبادة الأقوى فتجد ان هناك من عبد الشمس ومن عبد القمر وفقا لمفهومهم من الأقوى ولكن اذا تعمقنا سنجد ان حتى سيدنا إبراهيم حين فكر بأن الأصنام لانفع لها ولاضرر قرر ان يعبد كوكبا لما افل تركه وعبد الكوكب الأكبر منه فلما أفل عبد الشمس وعندما يأس ادرك بفطرته النقية ان ثمت قوة لاتدركها الأبصار
هذه الحقيقة فطن اليها قدماء اليونان ولإيمانهم بماوراء الطبيعة ولعجز العقل الإنساني عن تفسير قوى أكبر منه كالنار والريح والمطر
بدؤا بالبحث عن الأقوى ليتبعوه تجد ان اساس الفكر اليوناني والصراع بين الألهة كان القوة والقوة فحسب تجد ان زيوس ألهة الرعد وكبير الألهة قتل اباه كرونس في صراع نحو عرش السماء وهنا ننتقل الى النقطة الثانية من شهوة القوة " القوة وما قرب اليها من قول وعمل "
لاعجب ان تجد ان أريس اله الحرب عند اليونان اخد شهرة أكبر من زيوس نفسه واذا بحثت في عقائد الرومان تجد ان مارس أله الحرب اشتهر اسمه أكثر من جوبتير كبير الألهة حتى !! حتى ان كوكب المريخ عندما تم اكتشافه سموه مارس تيمنا بمارس أله الحرب وفي التقويم الروماني تجد شهر مارس ولاتجد شهر جوبتير
نعم ياسادة انها الحرب .. الوسيلة التي اكتشفها الإنسان وهنا ازدوجت الرغبة فالقوة لم تعد مجرد رغبة وشهوة بل صارة وسيلة وغاية في أنٍ واحد !!
وتجد أغلب الأساطير والملاحم التاريخية مبنية في أساسها على الحرب والقوة بدأ من الألياذة والأوديسة وملحمة جملماش الى أيامنا هذه
واذا بحثنا في القرآن نجد اكبر دليل على إستعانة الإنسان بقوى غيره ليصل لما يريد في قوله تعالى : وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ) وهي تدل على تسخير الإنس للجن لقضاء حوائجهم واستغلال قوة الجن
ونجد في قصة ذي القرنين ويأجوج ومأجوج عندما حاول الإنسان استغلال قوة ذي القرنين : " فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا " فتجد انهم تواكلوا على قوة ذي القرنين و تجد انهم سعوا لأمتلاكها في صفهم ..
ونجد في قصة ذي القرنين ويأجوج ومأجوج عندما حاول الإنسان استغلال قوة ذي القرنين : " فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا " فتجد انهم تواكلوا على قوة ذي القرنين و تجد انهم سعوا لأمتلاكها في صفهم ..
ان الإنسان يسعى لأمتلاك السلاح لمجرد امتلاك السلاح ليثبت لنفسه قبل ان يثبت لغيره انه الأقوى ..
ومن هنا اكتشف الإنسان ضرورة ذلك الصراع اللعين لفرض القوة لتثبت انك الأقوى
وبعدها بقليل اكتشف الإنسان ان السلطة الفاحشة الباطشة هي التي تروي عطشه وظمأه للكمال حيث ان السلطة الجبارة تشعره كما لو انه والعياذ بالله شبه أله يفعل مايريد بلا حساب !! ان الانسان بطبعه يعشق هذا النوع من المخلوقات القوي المتعطش للدماء
اذا تمعنا في هذه الحقيقة سنجد ان من الطبيعي ان يكون يوليوس قيصر مؤسس الإمبراطورية الرومانية بعد ان قتل كل منافسيه ونجد ان الإسكندر الأكبر اشهر الغازين هو من قتل والده ليحصل على العرش .. و نجد ان من وحد أوربا كان نابليون بونبارت الذي نزعت الرحمة من قلبه وسنسمع بالتأكيد أن ليلين الذي ذبح عائلة القيصر نيكولا واطفاله هو قائد الثورة البلشيفية ومؤسس الإتحاد السوفيتي وستجد ان اودلف هتلر الذي امتلك حقد غريبا على العالم بأسره اشهر من حكم ألمانيا حتى ان شهرته تسبق كلا من الإمبراطور شارلمان مؤسس الدولة الرومانية المقدسة وشارل الخامس شخصيا !! واذا بحثت تجد ان موسليني السفاح كان اشهر من حكم ايطاليا وتجد ان الجنيرال فارنكوا قائد الإنقلاب العسكري على الملك بأسبانيا أشهر من حكم اسبانيا ربما تسبق شهرته الملكة إليزابيث والملك فريدناند !!!
ان تعطش الإنسان للقوة والنفوذ انساه اي اصل انساني من عاطفة وخلافه بل تجد ان الإنسان يبحث عن كماله في هؤلاء القادة والزعماء كملهمين له رغم انهم سفاحين وقتلة !!
نجد ان الإنسان متعطش للقوة وشهوة القوة دونا عن اي شئ وتجده في شهوة دامة لأمتلاك كل انواع السلاح من بدأ الصخرة التي قتل بيها قابيل هابيل أخاه انتهاءا بالأسلحة النووية وخلافه ومع هذا فالإنسان يقتنع انه لابد ان يجد له عدوا يحفظه على ان يظل حيا في هذا الصراع
ونجد ان مقاله الرئيس الأميركي جورج بوش الأبن : إذا لم تجد لك عدوا فأصنع لك واحدا ..
ومنه نسنتنج ان بعد سقوط العدو الأعظم لأميريكا 1990 الإتحاد السوفيتي كان واجب ان تجد أميريكا بديلا يستفز قوتها وشهوتها لأمتلاك القوة وأمتلاك العالم تلك القوة التي تجعل عبارة "in god we trust " المكتوبة على الدولار تملك ذلك الكوكب الأزرق تحت عبائتها .. اذا تأملنا شهوة بلاد العم سام وهي اكثر دول العالم تقدما وعلما لأمتلاك السلاح والحرب التي تتوجها أقوى دول العالم سنفهم حقيقة الشهوة القاتلة .. " القوة "
لكن كل هذا يدفعنا الى سؤال جوهري .. : هل الإنسان شرير بطبعه ؟؟؟ .. يتبع ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق