الأحد، 16 فبراير 2014

العاطفة و الفراغ والإنقلاب !!

ياله من عنوان غريب !! 
عاطفة !! فراغ !! إنقلاب !!

بسم الله نبدأ :
دائما ما نسمع ان الشباب في سن المراهقة _ والذي لم يعد لدينا تعريف واضح له !! _ لديهم عاطفة جياشة ,,
ودائما وابدا نعتبرها سبة او إهانة حين نقول لفلان : لديك فراغ عاطفي !! ربما لانه يكتب كلام او يتحدث دائما عن المشاعر او العواطف

في البداية فلنكن متفقين ان الإنسان ليس صخرة .. وحتى لو كان انسانا صلبا وجافا فلابد من بعض الرقة واللين !!
الم تسمع عن الصخرة الملساء او الجلمود الذي نحتته مياه المطر !!

ولكن ما علاقة كل هذا الكلام بالإنقلاب !!

لاشك في ان المخلوق المسمى بالعقل الباطن مهمته خلق السعادة لإنسان ولإن الإنسان بطبعه كائن يعيش على العواطف وبدونها هو مخلوق شبه ميت
تجد ان سعادة الإنسان في عاطفته ..

لكن لم احدثكم بعد عن الإنقلاب !!
لا شك ان هذا الحدث العنيف الذي ادى لفقدان الأحبة ولتفريق المسافات بيننا خلق نوعا من الحزن والكآبة و خلق جوا من البغضة والشحناء
واذ اننا نجد ان الإنسان بعاطفة الغضب والكراهية يتحول إلى انسان جاف وقاسي القلب وهو ما يتناقد بالضرورة مع طبيعتنا الطيبة والفطرة النقية كان لزاما ان يصنع العقل الباطن مناخا من الفرحة ولو حتى مناخا صناعيا وغير حقيقي !!
ولأن الهم زاد والكآبة تدق الباب بلا استئذان ولأن القلوب رواحة ساعة وساعة نجد القلب احيانا شديد الهم واحيانا شديد الفرحة واحينا اخرى شديد الغضب !!
هذه الإضرابات النفسية ليست الا نابعة من محاولات العقل الباطن لخلق مناخ يساعد الإنسان على التأقلم مع الحياة البشرية القاسية نوعا ما ، ولذا وجدنا الصحابة يشتكوا من تقلب القلوب :
فقد روى مسلم عن أبي عثمان النهدي عن حنظلة الأسيدي قال: وكان من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقيني أبو بكر فقال كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة! قال: سبحان الله، ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيراً. قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وما ذاك؟." قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده؛ إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم، وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات." أي لا يكون الرجل منافقاً بأن يكون في وقتٍ على الحضور والتدبر والتفكر وأداء حقوق الله، وفي وقتٍ على الفتور وقضاء حوائج نفسه ومخالطة أولاده وزوجه وأمواله، وليس معنى الحديث ما ذكر في السؤال إن كان قد حرفه بعض الناس وجعلوه سلما لمواقعة المحرمات والمنكرات، فإذا ما أنكر عليهم شخص قالوا : ساعة لك وساعة لربك ودينك . ويزيد بعضهم تحريفاً لحديث آخر وهو : "إن لنفسك حقاً." رواه البخاري.
والمقصود من هذين الحديثين وأمثالهما: أنه ينبغي للمسلم أن يعطي نفسه حقها من الراحة، ونحو ذلك من المباحات، وألا تكون حياته كلها في العبادة، وليس معناه مقارفة الحرام والمنكر! نسأل الله السلامة. 

اذا فلقد اشتكا الصحابة من هذا العرض اذ اننا بشر ولو استمرينا على حالات الهم والحزن لمتنا كمدا
بيت القصيد ان ما نراه من المشاعر لدى بعض الشباب الملتزمين _ نحسبهم كذلك _ يفضفض عن بعض مشاعره التي لا يدري سوى انها مشاعره بمعنى ان مشاعره ليس من ورائها ما يغضب الله فأنه حين يشعر بالحنين فهو يشعر به لذكرى سعيده وحين يشعر بالحب فأنه يحب الحب كعاطفة تسعد القلب وليس معناه ان ثمت من وراء القصد حاجة في نفس يعقوب
ان حالة القلوب الجوفاء والألم الذي سببه لنا الإنقلاب خلقت نوعا من الشوق للترفيه والتدليل على القلوب ببعض من العاطفة التي لاتحمل في ذاتها الا عاطفة حب صادقة لكل ما أحله الله
ولا يسعنا الا ان نؤمن بهذه النفوس النقية التي تهفوا الى أُلفها في غير معصية من الله انهم يحلمون بمن يكمل لهم طاعتهم ويعظم معهم شعائرهم ومن يهون عليهم قسوة الطريق وليس إلا .. فليس في عاطفة الأنقياء اي شهوة محرمة ..
العاطفة ماهي الا ترفيهاٌ عن القلوب والعقول وليس إلا .. وربما في الأغلب تجد الناس الذين لا توجد في حياتهم ألام او احزان او تلاقي انفسهم قسوة ..  لا يشعرون بمثل هذه العاطفة بل تجدهم يجدونها رفاهية لا داعي لها اصلا !!
هذا لأن عقولهم ونفوسهم لم تجد نفسها في حاجة إلى هذه الرفاهية اصلا ..
 
بيت القصيد من علاقة الإنقلاب بالعاطفة : ليس ثمت ما يسمى الفراغ العاطفي وانما يسميه بعض من لايجدون لأنفسهم هذه العاطفة هكذا من باب الغيرة فقط لا أكثر .. ثانيا العاطفة الموجودة لدى اغلب الشباب حاليا هي نوع من التعويض النفسي لهم والسلوان والترويح عن قلوبهم بسبب مرارة فقد الأصحاب والأحباب بسبب الإنقلاب  . . .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق