الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

هل نحن مسلمون !!

" لا أؤمن بأن صيام يومٍ واحد يكفر خطايا عام !! "
قالها وهو تملئه الحُرقة ثم نظر إلى وقال : أن أؤمن برحمة الله ولكن أؤمن بأني إذا كنت إنسانا فاسد فعلي أن أنتظر عقاب الله 

عندها بدأت أحادثه وأحاول أن أفقه في الأمر وأن الله يغفر الذنوب جميعا إلا أن يشرك به وأن من شروط التوبة النصوحة أن ترد المظالم إلى أهلها سألت نفسي هل نحن مسلمون فعلا !!

٢٥٠ ألف نسمة وأكثر من ٩٨٪ منهم مسلمين ولكن عندما تنظر عن كثب لهذا المجتمع أجد عدد مساجد ليفكوشا العاصمه قرابة العشرة مساجد !! سألت نفسي لدقيقة لماذا يحتاجون المسجد بينما لديهم البارات والحانات مفتوحة طوال الوقت !! 
لديهم أرخص أنواع الخمور و لديهم أجمل الفتيات  فلماذا يقيدون أنفسهم بحجاب الدين !!! توالت الصواعق علي عندما قال لي : الدين ليس مهما على الإطلاق !! صحت بدوري " كمسلم غيور " _أو هكذا ظننت نفسي _ :" إذا لم ليكن للدين أهمية حينها ستوي حياتنا وحياة البهائم !!"
وبعد حديث طويل قال  لي : أصوم رمضان ٣٠ يوم وأصلي الجمعة ألا يعني هذا أني مسلم !! لماذا تقول حرام لأني أشرب الكحول في الأعياد ولماذا تقول حرام إذا كانت بيني وبين عشيقتي علاقة ما !! الحرام ليس ما يضرني ولكنه ما يضر الناس هكذا أظن أنا "  حينها أردت أن أقول له ولكني لم أستطيع أن من لم  تأمره صلاته بالمعروف تنهه عن المنكر فلا صلاة له ولكن هل من الحكمة أن أقولها بينما أجد بعض العرب الذين تربوا في المساجد وحفظوا القرآن ينسون الصلاة أو يتناسونها وإذا غفلوا نسوا صلاة الجمعة تمام و ربما لا تعجب إذا وجدت أحدهم يدخن النرجيلة في أحد مقاهي ليفكوشا !!! وجدت في نفسي بعض التناقد أني أقوم بنصحه وهو التركي الذي كبر وتربى على مبادئ أتاتورك في العلمانيه  وهو مؤمن بها ويعشقها بينما نحن العرب مهد الإسلام لا نعرف عن ديننا إلا قشوره 
دخلت معه في أحد الحوارت فقال : أتعرف صديقي فلان إذا مرت فتاة بجوارنا يغض بصره تخيل !! فقلت له : وهذا هو الطبيعي 
فقال : تخيل وإذا مدت الفتاة يدها لتصافحه يرد يدها معللً أنه حرام !! فقلت : وأنا مثله وأفخر أني لا أصافح النساء !! نظر إلي متعجبا وقال : أتعني إذا صافحتك أو قبلتك فتاة أنك سترفض بمنتهى البساطة متعلالا بالدين يالها من وقاحة !! فقلت له ببساطة : الوقاحة هي أن لا تحترم حرية الإعتقاد فإذا كانت تعتقد بحميمة السلام فأني أعتقد بحتمية الإسلام

ثم فكرت مع نفسي هل حقا يردعنا الدين أم يردعنا العُرف أم يردعنا السلطان ؟؟؟
سبق وسئلت في أحد مقالاتي هل نعبد الله طمعا في جنته أم حبا فيه أم خوفا من عذابه !!

ثم سئلت نفسي ماذا أعرف عن الإسلام .. أنا لا أعني الصلاة والصيام وشرائعه بل أعني روحه 
هل صلاتنا تكفي لنكون مسلمين ؟؟ هل تسبيحاتنا كافية لجعلنا دعاة بحق 
حينما أتأمل أن الرسول بُعث " رحمة للعالمين " وأن جوهر الإسلام أن ندعوا الناس لإسلام ليس ليزداد عددنا ولا قوتنا بل لأننا نحبهم ونخاف عليهم مما نؤمن به من العقاب يوم القيامة ولأننا نريدهم أن يتنعموا في جنات الخلد معنا 
جوهر الإسلام الرحمة للجميع
فإذا نظرت لأنفسنا ستجدنا كمسلمين لسنا سوى مسلمين بالبطاقة وما أعنيه بالبطاقة ليس أن إسلامنا ناقص بل أن إسلامنا الحقيقي له جوهر وإذا لم نفهمه فأني أخجل أن أسمينا مؤمنين ربما نكون مسلمين وربما نحن موحدون فعلا ولكن لا أعتقد أننا كلنا مؤمنين ..
من يؤمن بالإسلام سيؤمن بجوهر الإسلام
الإسلام لم يبتكر قوته لكي يُجبر الناس على إحترامه بل أبتكرها لحماية أتباعه فلا قيمة لقوة لا تحمي حق ولا قيمة لحق بلا قوة 

نحتاج محاولة حقيقية لنفهم جوهر الإسلام كمؤمنين وليس كمسلمين
فالإسلام دين فهم وليس دين حفظ 
جوهر الإسلام ليس أن نحفظ عدد تكبيرات الصلاة وعدد ركعاتها وسجداتها بل بأن نفهم معنى صلاتنا ومعنى صلتنا بالله ولماذا نتصل بالله في حياتنا يوميا خمسة مرات على الأقل ..
حينما نبحث في جوهر الإسلام سنجد أننا لا نحتاج القوة إلا لحمايتنا كمسلمين لكننا لا نحتاج لنشر الإسلام قوة الجهاد يكون لنصرة المستضعفين و حماية الأمنين وليس لإرهابهم 
الجهاد أن تؤمن أنك تحمي نفسك به وليس أن تزد نفوذك به 
أن كل غزوات الرسول كانت بمبررات وليست بلا داعي 
وكذلك العظماء إذا كنت تؤمن بأن غزوات الخلفاء الراشدين والخلفاء الصالحين من بعدهم كانت لنشر الإسلام بالقوة أو لزيادة قوة الدولة فربما أما أنك جاهلٌ بالتاريخ أو أنك تفتقر للقوة فتحاول تبرير رغبتك فيها بأي شكل
بيت القصيد أننا قبل أن نسمي أنفسنا مسلمين علينا أن نفهم الإسلام 
لماذا نحن مسلمون وما المعنى من الإسلام ..

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

من يكتب التاريخ

عندما تقرأ هذا العنوان ستستحضر في ذهنك على الفور نظرية المؤامرة وإذا كنت غارقا في الإيمان بها ستجد أحب الأسئلة إليك : من ولماذا ؟؟ وإذا كنت غارقا في إيمانك متعمق التفاصيل ستجد أنك بدأت تتخيل بعض الأسماء والشخصيات وربما بعض الدول
أسمحلي أن أنتشلك من حيرتك وأخبرك أن عنوان هذا المقال ليس " من يكتب التاريخ " ولكنه " كيف نقرأ التاريخ " وربما حينما تقرأ هذه الكلمات تعيد ترتيب فكرك ولكن ربما إذا علمت أن كاتب هذه الكلمات _أنا _ ربما أكون متعصبا لوجهة نظرٍ ما او فكرة ما أو تيارٍ ما .. بالتأكيد ستغير كثيرا مما تظن .

ببعض من الكلمات الرشيقة أحببت أن أبدأ ..

حينما نتعمق في كتب التاريخ منذ القديم ولنبدأ بأول كتاب تاريخ موجود في هذا الوجود وهو رسومات رجل الكهف البدائي إذا نظرت فيها تجد أنه من السهل أن يصطاد أي حيوان وأي مخلوق في سبيل وجوده ولكن ..
هل شهوة الوجودة أو غريزة البقاء كانت مبررا مقنعا لإفناء بعض الأجناس ؟؟ 
رغم أننا نقرأ  هذه الكلمات وقد نقتنع بها إلا أن بسببها أنقرض العديد من الأجناس بحجة بقاء الإنسان ..
ننتقل إلى كتاب أحدث قليلا من سابقه : سجلات الفراعنة
نرى أن الملك القوى لابد أن يسجل تاريخه على سجل الملك الضعيف وهو ما تسبب في أختفاء عددٍ من الملوك والفراعنة العظام
ولأبسط مثال : سعرقت او الملك العقرب ملك مملكة الشمال في بداية العهد الفرعوني في عهد الملك مينا موحد القطرين
أشهر صورة لسعرقت المعروض في المتحف صورة ( لوحة نارمر ) والتي تعرض مينا وهو يقوم بضربه على رأسه بسلاحه .. إذا قرأت التاريخ المكتوب في لوحة نرامر ترى أن الألهة نصرت مينا وتخلت عن سعرقت ولأن مينا من أرضى الألهة تُوج بالملك .. ولكن هل هذه نظرة سعرقت ؟؟ هل قرأنا ماذا كتب سعرقت ؟؟ بالتأكيد لن نعثر على أي سجل ولكن إذا تخيلت سأجد أنه يعتبر شعبه شعباً ثريا ومتقدما أغرى مينا ملك الجنوب بإحتلاله طمعاً في كنوزه ومقدراته !! أن قرأت التاريخ بهذه الطريقة ستجد أن أشهر قصة في تاريخنا مجرد كذبة ..
ننتقل إلى أخناتون الملك المؤمن الذي أدى ببلاده للفتنه وأدى إلى ضياع ملك مصر .. أو هكذا قرأنا في التاريخ .. لكن إن قرأنا ما كتبه أخناتون ستجد أنه قاوم كهنة أمون الذين أستغلوا طيبة الشعب وسذاجته وقاموا بسرقة مقدراته وأحلامه وأوهموه أن نجاته في أيديهم لكن في الحقيقة كهنة أمون لم يهمهم إلا مصالحهم لدرجة أنه في فترة المجاعة رفضوا إقراض الشعب من حنطتهم وقمحهم ..
التاريخ مليء بعديد من الكذبات أو ربما حقائق قرئناها بطريقة مغايره فلو نظرنا لهيردوت الملقب "أبو التاريخ " سنجد أن إنحياز هيردوت ليونان أدى لتزوير بعض الحقائق التاريخية كأسطورة ميديوسا الساحرة الأمازيغية التي قتلها برثيوس ليثبت نفسه للملك !! ولكن إذا قرأت أسطورة الأمازيغ أنفسهم ستجد أن ميدوسا كانت ساحرة طيبة أغواها بوسيدن أله البحر مما سبب غيرة أثينا وهو ما تسبب في قتلها !! ستجد أن تعصب هيردوت لليونان جعله يظهر الأمازيغ على هيئة وحوش فيما قام بتمجيد اليونانين الذين خلصوا العالم من شرور الأمازيغ !! هكذا كان التاريخ الذي قرأناه
حتى في عصرٍ قريب منا وهو العصر الأوسط تجد أن الصليبين كتبوا في متبهم أنهم قاموا بحروبً مقدسة في سبيل القدس والكأس المقدسة وليس في سبيل ثروات مملكة بيت المقدس ولا في سبيل أموال المسلمين التي كان لعاب البابا يسيل لمجرد ذكرها أمامه !! ربما إذا قرأت ستجد أن الفرسان الصليبين يتمتعون بالنبل وكرم الأخلاق والفروسية !! فيما لو قرأت في التاريخ الحقيقي عن مذبحة عكا كيف ذبح ريتشارد الألاف من أسرى المسلمين ومثل بهم وكيف قام ريتشارد بذبح المسلمين في أكثر من معركة ستتخلى عن عواطفك إتجاهه !! وربما إذا قرأت أن ريتشارد أثناء عودته لأنجلترا خانه أخوه وأستولى على الحكم ودعمه فيليب أوغسطس ( حليف ريتشارد السابق في الحروب الصليبية ) وأن ريتشارد قد أسر من الأمبراطور البيزنطي وتمت مقايضته بفدية و أسر مرة أخرى من قبل الأمبراطور الروماني المقدس بسبب خلاف شخصي !! ستعرف أن أسطورة ريتشارد قلب الاسد أسطورة زائفة كليا !!
وربما تجد في تاريخنا أن صلاح الدين الفاتح الأعظم للقدس كان منتصرا فيما كانت الحقيقة أنه هُزم في كثيرٍ من المعارك قبل أن يحقق إنتصاره في حطين ( كلامي ليس نقدا او طعنا في صلاح الدين ولكنه من باب سرد التاريخ كما كان وليس كما قرأنا )
كيف سنقرأ التاريخ لو علمنا أن الدولة العثمانيه والخلافة الإسلامية لم تكن أحتلالا للدول العربية ولم تكن تضطهد العرب بل على العكس تماما أعطت العرب أمتيازات لم تعطها للأتراك أنفسهم وكان يسمون العرب بالأشراف لأنهم قوم النبي محمد صلى الله ليه وسلم وربنا ستجد من الغرابة إذا علمت أن الحركة القومية التركية بعد سقوط الخلافة كانت تتحجج في البرلمان بمواقف الخلافة وتميزهم للعرب كأحد أسباب أعتبار الخليفة خائناً للترك !! ربما إذا قرأت أن السلطان عبد الحميد الذي قرأت في أحد كتب جدي رحمه الله في فترة الأربعينات أنه " الطاغية عبد الحميد " رفض أن يسلم القدس لهرتيز " مؤسس الفكرة الصهيونية " ورفض أن يقبل بمشروعه كما أنه كان محبوبا من المسلمين لدرجة أن أحد قرى كينيا النائية ظلت تدعوا للخليفة عبد الحميد في خطبة الجمعة حتى عام ١٩٦٧ !!
وفي تاريخ الحروب لا تثق في أحد فالتاريخ لا يكتبه إلا المنتصر أو صاحب السيف الطويل 
في الحرب العالمية الثانيه كان التاريخ يكتب على ثلاث محاور فدول الحلفاء ترى هتلر سفاح وقاتل ومختل عقليا فيما كانت ترى دول المحور أن إنجلترا غول محتل وأن الأصل في دول الرايخ أن تكون متوحدة لأنهم في الأصل قومية واحدة وأن الأنجليز يخشوف من الرايخ بينما تجد دول الحياد تكتب التاريخ للمنتصر فقط !! 
التاريخ في أوربا الشرقية في وقتها يختلف عن أوربا الغربية 
ربما نقرأ عن فظائع جيش هتلر لكننا لم نقرأ عن فظائع الجيش الأحمر في برلين الغربية !! ولم نقرأ عن فظائع أميريكا في اليابان خلال سنين الأحتلال السبعة وربما لم نهتم بهروشيما ونجازاكي !! من الطرائف أن قائد الجيش الأميريكي حينما قرر مكان الضربة قرر في أوله أن يضرب معابد كيوتو ولكن الرئيس الأميريكي رفض بحجة أنه " زار معابد كيوتو ورأى جمالها وخشي أن تخسرها البشرية " فقرر أن يضرب ضربة قاتلة تسبب خسارة البشرية لأكثر من مليون شخص !! 
حتى في تاريخنا المصري نجد محمد علي الفاتح وباني الدولة الحديثة ولكنا لانجد محمد علي الذي هدم الدولة العثمانية ولا الذي أضطهد الشعب المصري لأنه ليس يوناني ولا نجد المحتكر صاحب السلطة والثروة كأن الشعب المصري كلهم عبيد له !!
نقرأ عن قناة السويس ولكننا لا نقرأ عن السخرة التي بسببها مات مئات العمال وعاش المئات منهم في فقر وربما أصيب بعض عمال الحفر بالعاهات التي لم تدخل الدولة لإعالتهم أو تعويضهم !!
نجد أن جمال عبد الناصر "العظيم " تم في عهده إنتصار مصر على محاور الشر " فرنسا وإنجلترا وإسرائيل " في العدوان الثلاثي حتى أني أتذكر فكرة طفولية حينما كنت في الصف الإعدادي وسألت أستاذ التاريخ : كيف يمكن لدولة واحدة ونامية للتو خرجت من ثورة مسلحة وللتو خرجت من هزيمة جارحة ٤٨ أن تنتصر على أنجلترا ( الأمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس ) وفرنسا ( القوة الثانية في العالم ) وإسرائيل ( التي سحقت جيوش العرب الخائنة في ٤٨ !! ) فأجاب بإبتسامة وقال : المخرج عايز كدا
وربما أراد المخرج أن ننسب الفضل لألاه المصري الجديد فكما دأب هذا المخرج عن صناعة الألاهة لدرجة أن لازلت أذكر أحد الطرائف ومعرنفس أستاذ التاريخ في الصف الرابع الإبتدائي عندما كنا ندرس حور محب " الوزير الذي أنقلب على توت عنخ اتون" كنا ندرسه على البطل الذي أنتشل مصر من الضياع عندها سألت الأستاذ : إذا كان توت عنخ أتون ألاه ومن نسل الألهة وكان حور محب مجرد جندي في الجيش قام بترقيته أخناتون ليصبح ضابط برتبة أكبر وحور محب من أسره بسيطة وإنسان عادي .. كيف تحول بعد موت (أو قتل ) توت عنخ أتون لأله !!! فأجاب المدرس بأجابة لم تبدوا غريبة عني : المخرج عايز كدا

ربما هي الأجابة المنطقية لكثير من الأسئلة لدينا وإلا فكيف يمكن أن تبرر لنا حكوماتنا أننا هزمنا في ٧٣ !! نصر أكتوبر المجيد ليس إلا كذبة من النوع المحبوك !! فالمبرر الوحيد لكامب ديفيد أن هزمنا 
فأنا لم أسمع في التاريخ أن دولة منتصرة سترضى بمثل هذه الشروط المجحفة !! 

كل ما سبق هو مجرد سرد لبعض ما نعرف وهنا حقائق قد نخشى حتى أن نعرفها إذا كنت مؤمنا بنظرية المؤامرة قد تجد في هذا المقال ضالتك وإذا كنت من السذج الذين يؤمنون برواية الحكومات فأنا أعتذر إليك فحالتك هذه تستعصي على أكبر الأطباء !!
الحكومات تعتمد على اللعب على العقول كما فعلت في هذا المقال ففي بداية المقال قلت أن العنوان غير العنوان الحقيقي ولكن الحقيقي أن العنوان الحقيقي للمقال هو :" من يكتب التاريخ !! "

 هذا السؤال ليس لكيان ما او منظمة ما ولكن هو كيان إعتباري 
فمن يكتب التاريخ هو صاحب السيف الطويل أو كما قال الأسكندر عندما سألوه على فراش الموت : لمن تترك مملكتك من بعدك 
كانت أجابته : to the strong ..


الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

الإنسان والشيطان

يقولون أن كل شيء يبدأ بالإرادة.  فالخلق بدأ بإرادة الله أن يجعل في الأرض خليفة و سجود الملائكة لأدم كان بإرادة الله لأن أراد تكريم بني أدم وخروج أدم من الجنة كان بإرادة الله أن يتوب أدم على خطيئته ..

ولكن هل كانت الخطيئة الأولى في العالم أكل الفاكهة المحرمة ؟؟؟

الشيطان :
في البداية أنا لا أتناول الأمر من وجهة نظر دينية ولكني أتناوله بمنظور شخصي ووجهة نظر شخصية ..

يقال أن شيطان بالأصل مشتق من العبرية وكلمة شطن في العربية تستخدم بمعنى الخروج عن الحق ، يعتقد الأنجيليون أن الشيطان هو لوسفير ( أي حامل الضوء ) وهو ملاك طريد والملائكة المطرودون في عقيدة الأنجيلين هم ملائكة طردهم الله من الجنة ونفاهم لأرض لأنهم عصوه فيما يعتقد اليهود ومعتنقوا التلمود أن الشيطان كان عضوا في المجلس الألاهي وكان يُعرف بأسم عزازيل قائد الملائكة الطريدين
ثم طُرد منه لأنه عصى الله  بينما نؤمن كمسلمين أن الخطيئة الأولى ل "طاووس الملائكة" والذي عُرف فيما بعد بأبليس  لم تكن الكفر بالله ولم تكن أنه عصى الله فعليا بمعنى أنه لم يَمرد عن طاعة الله ولكنه تمرد عن أمر الله بالسجود لأدم ولكن خطيئته الحقيقية وهي الخطيئة الأولى في العالم كانت الحسد ..

الشيطان حسد أدم على أن الله شرفه وصوره في أحسن صورة ووهبه رفعة بسجود الملائكة له 
الخطيئة الأولى في البشرية لم تكن تفاحة أدم ولا فضول حواء ولا قتل قابيل لهابيل ولكنها كانت الحسد ..
لماذا طلب الشيطان من الله أن يذره ليوم القيامة ؟؟
أن حسد الشيطان لأنسان جعله عدوا له حيث فضل الشيطان عداوة الإنسان على أن يتخذه حليفا او عوناً
 Ra bracket.png وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ Aya-112.png La bracket.png.

شياطين الإنس :
ربما الشيطان مخلوقً فعليا كالملائكة والجن والإنس ولكن هل هذا يمنعنا من القول أن الشيطان أصبح رمزاً ومدلولاً روحيا أكثر منه فعلي ؟؟؟
يعتقد بعض الملحدين واللا دينيون أن الشيطان هو صفة أكثر منه حقيقة أي أنهم يؤمنون أن الشر الكامن في قلوب البشر هو الشيطان وأن البشر حينما يطلقون العنان لهذا الشر يتحولوا ليتقمصوا شخصية الشياطين 
يؤمن الزردشتيون والأيزيديون أن الشيطان هو الكائن الذي يستغل الظلام في قلوب الناس ويساعدهم أن يستسلموا للخطاياالبشريّة أن أمنا بهذا المصطلح سنكتشف أن الإنسان إذا سلم نفسه للخطايا السبع تحول إلى شيطان من شياطين الأنس :
١: الشهوة
٢: الطمع
٣: الغضب
٤: الجشع
٥: الحسد
٦: الغرور
٧: الكسل
إذا تملكت الإنسان هذه الخطايا أصبح من شياطين الأنس ..

الصراع بين الإنسان والشيطان ليس صراع البقاء ولكنه صراع التفوق فالشيطان لا يريد أن يُفني الإنسان ولا يريد الرفعة على الإنسان وإلا لتاب إلى الله ونال الرفعة بالطاعه ولكنه أثر أن يغرق في المعصية لأنه عندما يتشبع بالمعصية سيفيض على أبن أدم بالمعصية وإذا تشبع أبن ادم بالمعصية نشرها بين العباد وعندما يبلغ أقصى إنتشارٍ له يغرق في الجحيم ..
الشيطان لا يريد أن يخرج من الجحيم ولكنه يريد أن يدخل أبن أدم الجحيم كما كان ادم سببا في خروجه من جنة الله
لقد أستسلم الشيطان لغروره  وأستسلم لحسده لأبن أدم وأستسلم لشهوته بأن يكون زعيما على الملائكة وأستسلم لجشعه بان يكون المخلوق الأثير عند الله وأستسلم لطمعه في إغواء بني أدم وأستسلم لكسله فبدل أن يتوب قرر أن يغوي بني أدم كلهم لذنبه 
إرادة الشيطان ليس أن يزول بني أدم ولكن إرادة الشيطان أن يتكاثر ويزداد بني أدم فكلما أزدادوا إزداد جشعه وطمعه لإغواء المزيد
الحرب بين الإنسان والشيطان ليست حرب إبادة ولكنها حرب تفوق
الجنس المتفوق في هذه الحرب يفوز والجنس الخاسر في هذه الحرب يخسر
فهل تنتصر إرادة الإنسان بالعودة لموطنه بالجنة أم تنتصر إرادة الشيطان بإغواء أكبر عدد من بني أدم ؟؟
صراع الحسد والخطايا 
صراع التمرد والطاعة
صراع النور والظلام
صراع الخير والشر 
كلها علاقات محتومة بالإرادة
لكل إنسان إرادته فكل شيء يَنبع من الإرادة وكل شيء ينتهي بالإرداة .

الأحد، 3 أغسطس 2014

قابلت ملك الموت

ما هو الشخص الميت ؟؟
أحب الأسئلة التي تبدأ بما فلا أجد في الأسئلة التي تبدأ بمن إجابات مريحة ..

نوعان من الأسئلة كانت لهم نفس الإجابة :" لما تكبر هتفهم " وفي الواقع كبرنا ولم نفهم شيء ..
النوع الأول : الزواج ؟؟ ما الفارق بين الذكر والأنثى ؟؟ لماذا نولد ؟؟ لماذا نتزوج ؟؟
وفي الواقع هذا النوع لم يستدعي إهتمامي كثيرا وأكتفيت بالإجابة المتاحة
النوع الثاني : الجن ؟؟ الشياطين ؟؟الموت ؟؟ الملائكة ؟؟
في الواقع كنت أجبن من أن أسئل فيه فبدأت أقنع نفسي أنني سأفهم حينما أكبر  ...
في الواقع مرت السنوات سنة بعد سنة وأنا أسمع نفس الإجابة : لما تكبر هتفهم ..
يقول أحد الفلاسفة : أنهم لم يجدوا إجابة لأسئلتنا فكانت إجابتهم : ستفهمون عندما تكبرون .. في الواقع كبرنا ولم نفهم شيء ..
فأما الجن فأشبعت شغف طفولتي بالبحث عنهم في قصص ألف ليلة وليلة وأكتفيت بهم في قصص علاء الدين والسندباد البحري  ربما رأيتهم وربما لم أرهم من يدري وربما من يهتم .
وأما الشياطين فأكتفيت بقرائتي عنهم في الأحاديث وقصص الخبر
أما الموت فدائما كانوا يخبروني : إذا أحب الله عبدا وأشتاق للقاه قبضه إليه .. فكنت أستغرب دائما إذا كان الموت بهذا الجمال لماذا نبكي لماذا نتألم لفراق الموتى ؟؟ هل نتألم لأنانيتنا أننا لن نقدر أن نعيش بدونهم ؟؟ في الواقع فهمت أكثر بعد هذا الطرح بسنوات قليلة ..
أما الملائكة .. كنت أتخيلهم دائما في اللباس الأبيض الفضفاض اللامع وكأنه اللؤلؤ المكنون أو ربما ظللت أتخيلهم حتى العاشرة بهذه الصورة ..

كنت في العاشرة
في الصف الخامس في الفصل السادس بمدرسة الهدى والنور الإسلامية الخاصة 
كان فصلاً متفوقا في كل شيء 
عندنا الرياضيون والمتفوقون علميا وأدبيا وثقافيا .. كنا دائما متميزون 
لم أكن طالبا إجتماعيا ولم أكن بالصوره التي يراها البعض الأن ولكن كنت قانعا بأن لدي من الأصدقاء القليل ولكنهم في نظري الطفولي كانوا كثير : عبد الرحمن و محمد وأحمد ومحمود و إبراهيم
كان إبراهيم زينة الفصل بكل ما تحمله الكلمة من المعنى ربما لم يكن رياضيا ولكنه كان محب للرياضة وكان من مشجعي لعبة المصارعة الحرة ودائما وأبدا كان يتكلم عنها 
كنت أطول منه وفق رأيه بعشرة سنتيميترات كان ينظر إلي أنني كنت طويلا
كان إبراهيم إجتماعيا نادر الفكاهة وكثير الضحك رغم أنه لم يكن متفوق ولم يكن بالذي يبذل الجهد الكثير في الدراسه ولكنه مع ذلك كان محبوبا من كل مدرسي الصف
في الواقع سعدت بأنه كان في مجموعتي الصغيره التي لم أحظى بغيرها فرغم أني كنت آحيانا من أوائل الصف وربما كنت لمدة طويله من متفوقي المدرسه إلا أني في أعين البعض كنت الطفل الغامض الغريب الذي يتجنبه الطلاب الأكثر شعبيه وشهرة .. وربما لهذا السبب كنت سعيدا برفقته

كنا في أحد فصل الشتاء
الجو بارد ومع هذا كنت أنتظر الحصة الأولى بشغف فقد كانت حصة الريادة وكان رائد الفصل حينها أستاذ  سعد حبيب أروع المدرسين في وقتها وأكثرهم حبا لفصلنا لازلت أذكره فرغم حزمه وشدته مع من يخطئ كان مغرما بنا محبا لنا عطوفا علينا 
في حصة الريادة كنا نتناول قضايا الفصل البريئة التي فهمت عندها كبرت أنها لا تساوي أي شيء في هذا العالم الكبير 
تأخرت عن الحصة الأولى ربما بسبب برودة الشتاء وإغراء الغطاء ولكن وصلت بعد بدأ الحصة الأولى 
دخلت المدرسة وجلا خائفا من العقاب فأي عقاب أصعب من أن تُذنب أمام باقي طلاب المدرسه في طابور الصباح !!
ولكن على غير العاده لم يوبخني أحد او ربما ( لم يكترث أحد )
دخلت فصلنا مبتسما ولأول مرة وجدت فصل ٥ب٦ هادئا في حصة الريادة وأستاذ سعد حبيب ذو الوجه الأبيض شاحب اللون وعندما نظرت له مبتسما وقلت ببراءة : هو الفصل هادي ليه 
رد بتنهيدة لم أعدها وقال : أتفضل اقعد يا أحمد ..
جلست بجوار محمود وكعادتي هممت بالتحدث لمحمود وكعادتي بدأت كلامي بالمزاح فقلت : أيه يابني الفصل هادي ليه كدا وليه فلان نايم في قلب الفصل وفلان ليه ساكت وفلان ليه حاطط راسه ع الديسك
همس محمود في أذني وقال : إبراهيم مات ..
" نعم !! يعني أيه مات !! متهزرش !! يعني أيه مات "
كان الرد صاعقا ولأول مره في حياتي أرى محمود جادا وهو يقول : أقسم بالله مات في العملية بتاعت دراعه بجرعة بنج زيادة ..
لا أدري كيف تلقيت الخبر ولم أدري ماذا حدث فلم أفق إلا ونحن وفي باص المدرسه نقف أمام المقابر ونرى صديقنا يودعه الشيخ في جوف القبر وهو يدعوا له ونحن نؤمن عليه .. عندها فهمت أن الميت ليس هذا الشخص الذي يحبه الله فيشتاق للقائه فيقبض إليه بل هو الشخص الذي لا نعرف قيمته إلا عندما نفقده ..
من هو ملك الموت ؟؟
لم تعد الملائكة في نظري بذلك الشكل الرومانسي الأبيض الساحر .. بل بدأ في الظهور ذلك الملاك ذو الأجنحة السوداء العظيمة والنظرة الباردة  .. ربما هي مخيلة طفل ولكن في الواقع هو طفل حاول أن يبحث لعقله الصغير عن مبرر لماذا يموت طفلٌ في عمر إبراهيم !!
تأبى هذه السنة أن تمر مرار الكرام ففي ليلة الأول من رمضان وأخر أيام شهر شعبان كان ينتظرني لقاء جديد  مع ملك الموت ولكن هذه المره داخل جدران بيتي .. لا أتحدث عن الضوء الأحمر الذي رأيته يمشي على جداري ولا أتحدث عن ذلك المخلوق الذي كاد يقتلني في نومي في مره وتبدد بصوت أذان الفجر .. بل أتحدث عن ذلك اليوم ..
عدت للبيت جائعا كالمعتاد أوصلني خالي للبيت وهو صامت كعادته صعدت السلم في عجل وعندما وصلت بيتي وجدت باب الشقة مفتوح 
تجلس في واجهة الباب أمي وعلى جوارها نسوة يرتدون الثياب السوداء 
ببراءة ركضت على أمي وهمست في أذنها : أنا جعان .. نظرت لي في حزن وقالت : حاضر بس معلش روح مع خالوا هتتغدى عنده أنهارده
بعدها سألت : ليه كل الناس دول هنا .. لم أعتد على هذه ( اللمة ) في بيتنا الهادئ وإن كنت قد أستنتجت سابقا في طفولتي أن ( اللمة ) تعني الفرح
أجابتني أمي بنبرة حزينة : أصل جدو هينقل  
فقلت لها بفرحة : هيجي يعيش معانا هنا 
نظرت لي باسمة وهزت رأسها بالإيجاب
لم أكن أعلم ما الذي فعلته ولم أكن أفهم لماذا أجهشت أمي في البكاء 
ولكني فهمت حينما ذهبت لشقة جدي كي ألعب فيها مثل كل يوم لأجد رجلا يقف فوق جدي ويصب الماء فوق نصفه العلوي .. وبعدها بساعه وجدت رجلا موضوعوا في كفنٍ أبيض منقولا في سيارة الإسعاف وهمس أحدهم في أذني : ودع جدو ..
هذا لم يكن لقائنا الأخير فربما تقابلنا كثيرا تقابلنا في جنازة والد صاحبنا أحمد في نفس السنه وفي السنه التي تليها في جنازة أستاذ رضا مدرس الألماني بمدرستنا وبعدها بسنتين في جنازة أستاذ سعد حبيب .. 
مرت السنين وربما نسيت شكله أو ربما أرتحت لأنني نسيته : ربما لم يعد يعنيني أنه يحصد أرواح العجزة طالما أنه أبتعد عنا معشر الشباب أو هكذا ظننت 
لأفاجأ به يعود في الثانوية يحصد أرواح بعض الشهداء في ما عُرف بعدها بثورة ٢٥ يناير 
ربما هدأ الوضع ولكني تعلمت أن لا تأمن له فما إن تعطيه ظهرك حتى يظهر من جديد 
جهاد موسى
عمرو شعلان
حسين حاتم
وأخيرا أحمد شقير  ربما من عجائب القدر أن في نفس العام الذي كنت فيه في فصل ٥ب٦ كان رفقاء أحمد شقير في فصل ٦ب٦
ربما إذا فكرت فأنه سيزورك كل سنه أو ربما لا كل شهر أو ربما هو يحلق تحت سقف بيتك كل يوم ينظر إليك ينتظر ذلك اليوم الذي يسأل الناس عنك بصفة الغائب ويقولون : كان الله يرحمه ..
لم أعد أناديه بملاك الموت فكلمة ملاك أتصلت بعقلي الصغير على أنها تُستمد من النور والأجنحة البيضاء ولكني دائما كنت أتخيله مَلك الموت ..

إن كان الموت جميلا بحيث تكون الإجابة في التعازي : هو دلوقتي في مكان أحسن
إن كانت الدنيا بهذه القسوة وإن كانت الحياة بهذه البشاعه فلماذا نحزن إذا فارقونا بهذه الطريقة أو بطريقة أخرى ..
ولماذا نتألم إذا فُرض علينا أن نفارقهم  إذا كان فراقاً مؤقتاً أو على الأقل فراقاً مميزاً ..
ربما نحن أنانيون وربما عقولنا الصغيرة أصغر من أن تدرك ماهية الموت وحقيقة كيان الشخص الميت ..

إجابة السؤال : من الميت ؟؟  تكون نحن الأموات ..
ما هو الميت ؟؟ هو الشخص الذي نبكيه حقدا منا أنه فاز بمكان لم نصل لمثله ..

الاثنين، 14 يوليو 2014

الإنسان والعدل

دائما ما يخالج خاطري أسئلة : متى ، ماذا ، أين وكيف؟؟؟ ..
أسئلة تتناسب مع أسلوب تفكير هندسي .. 
لكن على المدى الطويل أجد أسئلة بلا إجابة 
تلك الأسئلة التي تتمحور حول طبيعة الإنسان ؛ قد تجد إجابات وصل إليها عقلك الأولي وقد لا تجد إجابات ترضي فضول الباحث

 .العَدْل : ماقام في النفوس أنه مستقيم، وهو ضد الجور، والعدل هو الحكم بالحق.

العدل  أحد المصطلحات التي أبدع الإنسان في صياغتها ، تميز الإنسان باللعب في المصطلحات بما يخدم حاجاته ..
دائما ما يخلط الإنسان بين العدل والمساواة ..

فالعدل أن نكون ثلاثة شركاء في قطعة أرض يملك أحدنا نصفها فيحصل على نصف الماء ويُقسم باقي المورد المائي على بقيتنا وفقا لحصة كلٌ منا 
بينما المساواة أن يأخذ كل منا الثلث فقط من الماء !!
المساواة ليست عدل في كثيرٍ من الأحيان ..

فلنعتبر أن العدل هو الأسم الأكثر نبلا وبناءً عليه سنعتبر أن الإنسان يبحث عن العدل 
ولكن لنكن صرحاء هل الإنسان يبحث عن العدل حقا ؟؟

إن الإنسان الذي وعى حقيقة أن البقاء لأقوى ( لا أجد غضاضة في إعتماد قانون الغاب قانونا للبشر ) هل سيهتم لكلمات مثل : نصرة المظلوم ، لهفة المستنجد ، العدل ..

في الواقع أحيانا أجد العدل لا يطول إلا الفقراء 
فقد تجد القاضي يقضي بحبس فلان الذي سرق ألف من الجنيهات بالخمس أعوام وقد يتفاوت الحكم وفق الهوى لا وفق القانون !!  بينما قد يحكم القاضي نفسه لرجل الأعمال بالخدمة العامة كنوع من التعويض لضرر المجتمعي مع التصالح !! 
ميزان العدل يمكن أن يُغش مكياله كما يُغش في مكيال الباعة بإضافة ثقل أسفل الكفة .. فأذا أضفنا القوة كثُقل خفي تحت الكفة  هل من الممكن أن نشعر بالفرق ؟؟
الإنسان يحكم لأقوى ولنضرب مثلا من قبيل الحصر عندما تحاكم الخديوي إسماعيل و ملكة إنجلترا فيكتوريا في خلاف ملكية قناة السويس تحاكموا لنابوليون الثالث إمبراطور فرنسا والذي لم يكن له أي مصلحة في قضية القناة ولكنه حكم لصالح إنجلترا مجحفا حق مصر ومتغافلا عن مأسي عمال القناه !!
في تاريخ الكنيسة الكاثلوكية الدموي من النادر أن تجد حكما إنسانيا راقيا رغم أن الكنيسة كانت تحكم بسلطات الله فهل كانت سلطات الله التي أقتبسها البابا تحكم على الفقير وتُعفي النبلاء !!
في الواقع أن الكنيسة التي أعدمت علماء الجيولوجيا وعلماء الطب وعلماء الفلك لمجرد أنهم تجرؤا وغالبوا نواميس الكنيسة !!  حينما يركع جاليلو جاليلي  وهو في السبعين من العمر على ركبتيه ليستغفر البابا  كي لا يعدم لأنه قال أن الأرض تدور حول محورها وهو ما يخالف تقاليد الكنيسة  بينما نفس الكنيسة منحت صكوك الغفران لمن قاتل في الحروب الصليبية !! تجد صكوك الغفران لمن أنتصر ولمن قتل و لاتجد صكاً واحدا لمن أكتشف أو أبتكر !!
حينما لا تجد العدل تحت عروش من يحكمون بأسم الله أعتقد أن الهوى الإنساني لن ينجرف إلى العدل بطبعه ..
حينما نتفقد التاريخ الإسلامي نجد النقيض حينما نقرأ لمستشرقين نجد أن الخلفاء الذين أهتموا بهم ومنحوهم فائق الاهتمام هم الخلفاء الذين أشتهروا بالقوة بالرغم أن أغلب من أشتهر بالقوة قد أشتهر بالعدل  : تجد أن كثيرا منهم لايهتم ببحث العدل في الملوك بل بالبحث في قوة الملوك 
أن خليفة مثل عمر بن الخطاب يدرسوه لقوته لا يعتدوا بعدله
وخليفة كهارون الرشيد لا يعتدوا إلا بتوسع دولته ونفوذه الخارجي وأساطيره لا يبحثون في عدله
اما في السلاطين نجدهم لا يهتمون بعدل محمد الثاني ( الفاتح ) بل يهتمون بغزواته وفتوحاته فقط  ان ملوكا وسلاطين مثل : صلاح الدين الأيوبي و بايزيد الثاني والسلطان ألب أرسلان والسلطان سليمان القانون وغيره ممن السلاطين والأمراء والملوك الإسلامين تجد أن المستشرقين وقفوا على نقاط قوتهم ومعاركهم وفتوحاتهم كنوع من دراسة الدولة الإسلامية ولم يقفوا على عدلهم !!

إن الإنسان لا يكترث إلا لمصالحه 
لازلت أذكر الراكب بالقطار الذي سُرقت محفظته وعندما أمسك الضابط اللص وواجه المسروق منه فوجأنا بالرجل الذي سُرق ينزل في محطته وكأن شيئاً لم يكن بعد أن أسترد محفظته ونقوده  تاركا الشرطي واللص في القطار !!
إن الإنسان لا يهمه العدل يهمه أن تمضي مصالحه بما يتناسب مع أهوائه 
العدل لا يكون لأبناء جلدتك فحسب بل أن تكون عادل بين الناس جميعا ولو أقتضى أن تكون حازما على البعض من من تحب
لا يبحث عن العدل إلا مظلومٌ أو ضعيف يريد أن يسترد بسيف العدل ( أحد أسماء الله السامية ) ما سلبته طبيعة الإنسان من طمع و عطش لسلطة والقوة وإنعدام الرحمة

كل هذا يقودنا لنتيجة مفادها أن الإنسان لا يعترف إلا بالقوة ولا يعتد إلا بالقوي والقوي فحسب ..  لايهمه ما إذا كان ذلك القوي ظالما أو تقيا
 يهمه فقط أن يساير مصالحه
وبعد هذا نصل لنتيجة أخرى لن تجد الرحمة إلا عند الضعفاء ..

الأحد، 13 يوليو 2014

لن أنسى

كنت في قطار الساعة الثانية ظهرا وكما تعودت ( او صرت معتادا ) ان اركب في قطار الدرجة الأولى المكيف وكعادتي اجلس بجوار النافذة لأشهاد معالم الطريق والمحطات 
ربما رغم ان القطار مكيف إلا أني أشتهي لذة الهواء وهو يداعب وجهي وفجأة داعبت ذكارتي أول مرة ركبت القطار لوحدي ( بدون أهلي ) في زيارة لأحد أصدقائنا ببلد تسمى العصافرة بالمنزلة 
وكعادة (الزيارات الأخوية ) التي تركب فيها الدرجة الثالثة المعتادة لتشعر بمعاناة الناس
رغم أنني لم اعتد على هذا المستوى ولا هذا الحر ولكن كانت من اجمل زكرياتي التي لا أملك أن أغفلها
وتذكرت موقف الرجوع في قطار الخامسة :
قبل أن نركب القطار أخذنا بعض الصور في محطة العصافرة الريفية ( محطة تقع في قلب الأراضي الزراعيه )
وفي طريق العوده تهامست انا وعبد الرحمن الشربيني ( شهرته شربو ) وكنا نتحادث كعادتنا في مواضيع ظريفة وكوميدية ( لم يكن عادتنا ان نتحادث في السياسة لأنها كانت تجن علينا من الزكريات التي لا أحبذ أن أذكرها )
وعندها أطرق عمرو عصام بأذنيه وقال بأسلوبه الذي يجبرك أن تنفجر من الضحك : أيه يابااااادر بتقولوا أيه الحوار ده انا راشق فيه )
رديت وقلت مداعبا : عيب عليك أكيد الحوار أنت فيه
وكالعاده وصل قطار الخامسة في السادسة ..
وكعادة قطارات الأرياف مظلمة ( لاتوجد بها كشافات ) وشبابيكها كلها محطمة رغم فراغ القطار إلا أنه موحش - مالم يكن عندك الصحبة اللازمة - وكعادتي جلست قرب الشباك
وما إن جلست بجوار عمرو عصام لنتحدث (في الحوار أياه ) وبدأ يضحك وضحكاته ترتفع ضحكات تجبرك أن تضحك بل تغريك بالإنفجار بالضحك ^_^ وبعدها بربع ساعه غط في نوم عميق -_- وكالعادة إنتقلت لجوار شربو
كان شربو شخصية لطيفة وهادئة ولكن دعابتها لا تنتهي وأنسه لا يُمل وبينما نحن جلوس نتحدث فوجأة ببائع العسلية الجوال وكعادة باعة القطارات الجوالين يلقي الحاجات على رجلك ثم يعود ليأخذها وبالفعل عاد ليأخذها فوجأة بشربو يشتريها ويعزمني على العسلية ( قد تجدوا هذا عاديا ولكن لأحد أسباب إعتزازي بنفسي اترفع عن تحاول حلوى السمسميات قد تجدوا هذا سخيفا ولكن بعض عادات الأشخاص لا تجدر بها الا أن تكون سخيفة )
ولكن في موقع كهذا وحادث كهذا لا أملك أن أكون سخيفا .. وقبلتها  ونوعا ما لذة الحلوى من لذة الرفيق ..
وبعد أن أنهينا نقاشنا وحديثنا خلدت للنوم .. وبعد نصف ساعة هرع عمرو عصام بصوته المثير للضحك : ألحق يلا وصلنا 
وعلى الفور لأن المحطة مظلمة والقطار مظلم نزلنا
وبعد ربع ساعة وأنا أتفقد المحطة وأنظر نظرت لشربوا الذي بدا على وجهه أمارات الحيرة ثم تبسم وهم أن يتكلم لكني قاطعته : نزلنا محطة غلط -_-
نظر لنا عمرو عصام نظرة كوميديا وقال بصوت تملأه الحسرة والخيبة : أيه داااااا نزلنا محطة غلط -_- وأنت يابااااد كنت عارف وساكت
ربما لم اتاملك نفسي ولم أعرف متى توقفت عن الضحك حتى وصلت إلى محطتنا القادمة
وقفنا أمام إستاد المنصورة وتبسمنا وضحكنا قليلا ثم تصافحنا وتوادعنا ( أتعرفون ذلك الوداع الملئ بالحب بعد أن تشاركت مع من تحب أجمل اللحظات )
وربما كان الوداع الأخير ..

الحرية لعمرو عصام
الحرية لعبد الرحمن الشربيني ( شربو )

الأحد، 4 مايو 2014

هل نخاف الله

هل نخاف الله ؟؟؟
في الحقيقة هذا ليس سؤالا للتقريع او التنديم او من باب اثارة جدل فكري وخلافه
بينما كنت امشي في احد الشوارع وربما كانت مجرد ذكرى من حادث عابر .. حدثت مشادة كلامية بين شخصين واثنائها قال احدهم لاخر : انت مبتخفش ربنا !!
ربما هو يقولها من باب الاستنكار او ربما للتقريع او ربما للتذكير .. وقبل ان ندخل في حصة بلاغة مملة طويلة تبادر الى ذهني سؤال : هل نحن نخاف الله حقا ؟؟ ام اننا نخاف عذابه ؟؟ هل نخاف بطش الله بنا ؟؟ ام نخاف عباده ؟؟ هل نعبد الله حبا في ذاته سبحانه ام خوفا من ناره وطمعا في جنته ؟؟
في الحقيقة تتبادر في ذهني : ولمن خاف مقام ربه جنتان ..
اعلم ان بحوزتك مواضع اخرى من القرآن ولكتاب الله تفسيرات عدة وكثيرة ولكن مفادها في الأخير واحد
في الواقع حين تسأل انسان هل تخاف الله لا اراديا سيجيب : نعم أخاف الله طبعا !! ولكن اذا اخبرته صف لي خوفك ذاك .. سيتلعثم ويتخبط وربما لن تخلص منه بإجابة مفيدة ولكن اذا سألت طفلا هل تخاف الله ؟؟ سيجيب : اخاف النار ..
لكن هل اذا سألته هل تحب الله ؟؟ سيجيبك نعم اخاف الله ؟؟
ربما السؤال الأحرى هل نخاف الله ام نحبه ؟؟
ربما لاني اعتنق فلسفة روحية معينه ارى بأن الله سبحانه قدم لنا من الحب ما يحعلنا نحبه يكفي قول الرسول صلى الله عليه وسلم : الله ارحم بعباده من الام بولدها .. فأن كان الله رحيما لماذا لانذكر رحمته ونقتصر على ذكر عذابه وغضبه ؟؟
عندما كان جنكيز خان يهاجم ملكا كان يقول له : نحن عقاب السماء !!
ان كان الماغول في هذه الحقبة ابتلاءا حقا فهل يسعنا ان نقول ان نخاف الماغول ؟؟ ام اننا نخاف ابتلاء الله ؟؟
اعتقد ان الأغلب سيجيب نخاف الماغول اذا فأن الخوف ينسب لادواته وليس لمصدره فأننا لانخاف الله سبحانه اذ انه سبحانه رحمته سبقت غضبه ولكنا نخاف عذابه وألياته ونخاف ان نغضبه
إذا كنا حقا نخاف غضب الله سبحانه فهل يسعنا ان نقول أننا نحب الله ؟؟
ولله المثل الأعلى إذا احب الرجل شخصا فأنه يحرص على ألا يخسره من باب ذلك الحب فيحرص على أن يرضيه ويخشى غضبه ..
ولكن ايضا ولله المثل الأعلى فإن كان لك مدير تخشى ان يفصلك من عمله ستخاف غضبه؟؟
في الواقع كلا يرجع لايمانك انت ..
ان كنت تؤمن بحب الله لك كأفضل مخلوقاته وأكثرها تكريما واصطفاءا فعليك ان تكون أهلا لهذا الحب وأهلا ان تكون محبا لله سبحانه ..
واما ان كنت تخاف عذاب الله وتخاف ناره فعليك ان تطمع اكثر في رحمة الله لاتنظر لغضب الله بل انظر لرحمته التي سبقت غضبه ورحمته التي وسعت كل شئ
اعتقد انك حين تحب الله ستسحيي ان تعصيه ، ستسحي ان تغضبه خوفا ان تخسر حبيبك إذا اغضبته ، ستحرص في كل وقت وفي كل ساعة ان يراك في ابهى صورك وفي ابهى صور العاشقين .
اننا حين نخاف الله نخاف عذابه نخاف زبانيته نخاف أليات العذاب ولكن هل يمكن ان تحب وتخاف حبيبك في نفس الوقت ؟؟
قد تحب ولكنك حين تحب لن تخاف من حبيبك سوى ان يتركك ولكن الله لم يكن لينسى عبدا احبه واخلص له في الحب ان الله خلقنا وهو يحبنا او على الأقل فأن سبحانه احب ابانا أدم وأمنا حواء  ولم يخلقنا غاضبا علينا او كارها لنا
لذا هل يجوز ان نخاف الله سبحانه ام ان نحب الله ؟؟
اعتقد برأي القاصر المتجرد من كل شئ ان من يعطيك الحب اولى بأن تحبه
من حقك ان تخاف عذاب الله فلا يوجد شئ بلا حساب ثواب او عقاب ولكن يوجد الحب الذي لايعرف سوى الإخلاص ..
ان كنت تحب الله فأنك لن تخاف سوى غضبه لانك تحبه ولاتقدر ان تستغنى عن حبيبك ..
وبعد كل هذا أقول هل نحن حقا نخاف الله ؟؟؟

الخميس، 24 أبريل 2014

الإنسان والحب

قال لي بمنتهى الغضب : ان الحب في حياتي شئ ثانوي فما المعنى إن أنا تزوجت فلانة أو فلانة الناس طبعهن واحد ولا أرى فرقا بين طويلة وقصيرة بيضاء أو سمراء !!
ربما امسكت نفسي من الضحك قبل أن أجيبه بأن هذه أضيق نظرات الإنسان عن الحب
وكالعادة تبادر لذهني ما أهيمة الحب في حياة الإنسان ؟؟

هل الحب مهم أم أنه شئ ثانوي ؟؟

وما المهم إذا أحببنا أو كرهنا  !!

الإنسان بطبعه مخلوق ودود ( مالم تغيره البيئة كما أتفقنا في مقال هل الإنسان رحيم )
ولكن .. ماهو الحب !!

أعتقد أنها أكثر الكلمات المطاطه في اللغة وأكثرها في سوء السمعة أو طيبها
فأن كنت أنت من معتنقي فكرة الحب تجدها طيبة السمعة حلوة المذاق وأن كنت من معارضيها تجدها عديمة الجدوى !!

في الواقع لسبب ما أُسقط الحب عمدا على شعبة واحدة من شعوب المشاعر وهو الإنجذاب أو الإعجاب وهو ما يحدث بين رجل وأمرأة ولكن هذا ليس موضوعنا :)
لماذا نعمل ؟؟ لماذا نعيش ؟؟ لماذا نأكل أو نشرب ؟؟ لماذا نخرج ؟؟ لماذا نصادق ؟؟ لماذا نفكر ؟؟ لما نلهو ونلعب ؟؟ لماذا نصلي ؟؟ لماذا نبكي ؟؟

هل كل الحب حب شاب لفتاه ؟؟؟؟

هذا ينقلني لنقطه أخرى أن الحب هو ماء الحياة وفي الواقع لما كان الإسلام دين العشق تجد الله سبحانه إذا أحب عبدا نادى جبريل عليه السلام : ياجبريل إني أحب فلانا فأحبه .. فينزل جبريل لسماء فينادي في الملائكة أن الله يحب فلانا فأحبوه فينزل ملك من ملائكة السماء أن الله يحب فلان فأحبوه فيحبه الملائكة ويحبه أهل الأرض
فأن كان الحب شيئا ثانويا لماذا جعله الله تكريما لعباده الأصفياء ؟؟
حينما سُمي زيد بحّب رسول الله كان ذلك تكريما وتشريفا أي أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يهتمون بالحب في حياتهم
حينما تنظر إلى قديم الأزل أن أدم أحب هابيل أبنه وربما كان يحبه أكثر من هابيل لو أن الحب شيئا ثانوي لماذا قتل قابيل هابيل ؟؟
حين أراد أخوة يوسف أن يلقوه في البئر كان حُجتهم أن قالوا : ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عُصبه 
إذا فالحب هو أساس كل العواطف فإنما الكره هو حب من نوعٍ خاص :) فهو حب أن لاتقربه حب أن لاتراه حب ألا تعرفه
ومن الحب أن تعبد الله لا خوفا من جهنم والعياذ بالله ولا شوقا للجنة وإنما أن تعبد الله لأنك تحبه ( أُحبك ربي ) هي القاعده الأسمى في حياتنا فأنما الله يرحمنا لأنه يحبنا وحين قال الرسول صلى الله عليه وسلم : الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها
ولله المثل الأعلى فلما كانت رحمة الأم حبا بولدها أفلا تكون رحمة الله حُباً لنا ؟؟
الحب هو ماء الحياة فكل روحٍ ظمآنه يكون سقيها هو الحب
وان لإنسان قلبٌ واحد منا من وهبه الله قلبا كبيرا يسع من الحب الكثر ومنا من لم يهبه (لحكمة هو يعلمها سبحانه ) قلبا كبيرا بل وهبه قلبا ضيقا يمتلئ بالقليل من الحب
وانما الحب هو أن تحب الحياة فتحب كل ما يمنحك الحياة  وأن تحب العلم فتحب كل ما يمنحك العلم وأن تحب العمل فتحب كل مايقربك من العما  وأن تحب الأهل فتحب الأب والأم والأخوة والأبن والأبنة والزوجة وأن تحب فكرك فتحب أن تشغل عقلك بأفكاره أن تحب أن تلعب بالفكر كما يلعب الطفل الصغير بدميته
انك تحب وقد لاتعلم أنك تحب حبا تغلب عليك وملك عليك زمان أمرك
فقد تكون تحب الله فيكون قلبا الكبير عامرا بلفظ الجلاله ولا يشاطره في الهوى حب .. وقد تحب المال وتكون هذه شهوة الحب أن تحب كل حبٍ يُضر بروحك .. فحتى حين تحب أن تنجذب روحك لأليفها تتألم بفقدان أليفك ..هذا لأن للحب لذه ولفقدان الحب حُرقة .. أحب بقلبك السليم وأشعر برونق الحب ولذته في قلبك
حين تهيم بفلكك فلاترى سواه وحين تبصر بعينك فلاتحس إلا به وحين تتنفس فلا تشم إلا عطره 
إنه الحُب المُخلص الذي إذا بلغه الإنسان أرتوت روحه وسكن قلبه وبدأ بموته لذة الخلد التي لايبلوها كثير ..

الأربعاء، 12 مارس 2014

هل الإنسان رحيم ؟؟

في رحلة بحثي عن طبيعة الإنسان اتوقف في محطات معينه لأسئل اسئلة حول مفاتيح فهم الإنسان هذا المخلوق الذي خلقه الله ليسود العالم هذا المخلوق الذي فضله الله على العالمين

ثم بدأت رحلتي في البحث عن عدة حقائق : هل الإنسان شرير ؟؟  ماهي الشهوة العظمى ؟؟ ماهو سر العاطفة ؟؟؟ ثم توقفت هل الإنسان رحيم ؟؟ ربما سئلت سؤال في مقالا سابق هل الإنسان شرير ؟؟ فجاني رد القراء .. :
الإنسان بطبعه مخلوقا على الفط
رة طيب .. ولكن سؤالي هنا هل الإنسان رحيم ؟؟؟
هل خلق الإنسان على فطرة الرحمة ؟؟
.
.
.
بدأت في تفقد الإنسان بشقيه الشرقي والغربي وبدأت اقرأ عن نماذج من الملوك الشرقيين والملوك الغربيين
ووجدت ان اغلبهم كان يميل للساديه بل ان القتل عند بعضهم لم يكن بدافع الإنتقام ولكن بدافع اللذه !!

حين تقرأ شهنامة فارس ستصل لنتيجة ان ملوك الفرس كانوا يثبتون قوتهم بتمزيق اعدائهم !!
وحين تقرأ عن ملوك الهند ستجد ان بعض ملوكهم كانوا يدهسون اسراهم تحت اقدم الفيلة !!
وحتى الغساسنة ستجد ان النعمان بن المنذر حين اراد ان يقتل عبيد بن الأبرص لمجرد ان قئله في ذلك اليوم لم يكن حسن !!
تركه يشرب الخمر حتى مات وفي رواية تركه تحت اقدام الفيلة يدهس !!

واذا عرجنا إلى الصين نجد ملوك الصين قساة القلوب ايضا وفي شمال الصين كان المغول والتتر 
واذا نظرت لجنكيز خان وهولاكو ستجد انهما نموذجان كافيين لإثبات ان ملوك الماغول في اغلبهم كانوا سفاحين يقتلون في سبيل المتعة
ننتقل إلى الغرب ولكن قبلها فلننظر للروم او الدولة البيزينطية التي كان من عداتها انه اذا خلع امبراطور عوضا عن قتله فأنهم يسملوه ثم يسجنوه !!
وبذكر الروم نتذكر الرومان وهم في ساحات النصر يلقون المجالدين ليقاتلوا بعضهم واحيانا يرمونهم للسباع المفترسة لمجرد التسلية !!
واذا تبحرنا في التوراة نجد عقوبات ملوك يهوذا شبه خرافيه !! عقوبات لاتدل على ايما رحمة !!
وكذلك في الإنجيل اذا رآينا كيف كان يعذب حواري الرسول عيسى ستجد ان الرومان كانوا سفاحين !!
وبذكر المسيحيين نجد ان نيرون حين  اشعل روما وتركها تحترق جلس في شرفة قصره يترنم ويرقص وهو يعزف على القيثار !!
ومرورا بالأزتيك والمايا وشعوب أميريكا اللاتينيه حتى بدايات القرن ال18 تجد انهم عبدة وثنيون قائمون على فكرة تكفير خطاياهم بالدماء !! وبالقرابين البشرية !!
وكم كانت القاربين البشرية والأطفال لاقيمة لهم في المجتمعات الوثنية القديمة !!
تضحيات من نوعية قرابين الاه الشمس في المايا وقرابين عروس النيل في مصر !!
ومرورا حتى بشبه الجزيرة العربية نجد ان العرب كانوا قبل الإسلام يؤدون بناتهم في التراب !!
وهل تتخيل انسانا يمتلك في قلبه ذرة رحمة قد يدفن طفلة بريئة وجميلة ؟؟؟
حتى قابيل حين اراد قتل هابيل ضربه بصخره حتى الموت !!
تخيلوا ان يضرب اخاه بصخره حتى الموت !!
وفي العصور الوسطى تجد الصليبين وهم يذبحون الأسرى كما قام ريتشارد الأول بذبح 100 ألف اسير من عكا لمجرد انه لايتحمل نفقة إطعامهم وسقيهم !!
وانظر إلى ما فعله إليزابيث وفريدناند في مسلمي الأندلس ومحاكم التفتيش وخلافه !!
واذا ظننت ان هذه القسوة تنطلي على عصور الظلام فأني ادعوك لترى كيف كان الرجل الأبيض يتمتع بقتل الهنود الحمر في اميريكا !!
ويال العجب حين تعرف حقيقة ان اميريكا حين كانت مستعمرة انجليزية كانت منفى للصوص لقضاء مدة سجنهم وحين تنتهي يعطون قطعة ارض يستصلحونها !!
عندما تجد ان اقوى دولة في العالم بناها القتلة واللصوص !!
انظر الى الرجل الأبيض العنصري يقتل العبد الزنجي وبعد مئة عام يتقل من اعطى الحرية للزنوج !! كما حدث لإبرهام لينكولن !! ثم يقتل السيناتور مارتن لوثر كينج ويقتل المفكرين مثل مالكوم اكس !! وكل هذا بأسم الإنسانية !!
ان من عجاب القدر ان هتلر كان يقتل بأسم الإنسانية !!
فقد كان يطهر البشرية من اي عروق هجينه ليسود عرق واحد نقي وهو العرق الأري !!
وحين تنظر إلى نظرية القتل الرحيم والتي كان يقتل بأسمها اي طفل يولد مشوها او معاقا في طفولته او يتم إعدام اي فرض غير قابل للتكيف مع المجتمع !! وحين ترى ان الجند حين قاموا بتسليم برلين قاموا بقتل اطفالهم حتى لايقعوا في الأٍسر !!! هل يمكن لك ان تتخيل ابا او اخا او اما تقتل طفلها او طفلتها !!
حين تنظر لرحمة الأم ببنتها والأب بأبنائه يخيل اليك ان الإنسان هو كائن رقيق محب للحياة ومخلوق لطيف خلق ليعمر الأرض والأصل فيه الرحمة !!
حين تنظر ان الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان رحيما عطوفا ثم يبدأ الإنسان بالتغيير بلا سبب !! هل هذا يدعونا للشك في ان الإنسان خلق جذوعا   ؟؟؟
الإنسان بطبعه ضعيف ستراه يسعى ليحظى بقوة اكبر من حجمه بأي سبيل حتى ولو كان القتل !! نعم حتى لو كان القتل واي قتل قد يحدث بعد ان يتقل الإنسان رحمته !!
حين تبحث فتجد انسان مثل سفاح كرموز مثلا او جاك ذاريبر اشهر سفاح بلندن وما يتمتعون به من سادية 
من بداية التاريخ تجد سادية الفرس 
سادية الرومان
سادية الهنود
سادية المغول
سادية الصليبين
سادية الفايكنج
سادية المايا والأزتيكس
سادية النازيين
سادية الرجل ابيض العرق !!
واخيرا سادية الإنسان العصري
حين ترى احد الأطباء المشهورين بالغرب في عام 2007 يتكلم عن القتل الرحيم فيقول : أحيانا يتعين على الطبيب حين يتدخل في العملية ان يتخذ مهمة الرب فهو من يحدد حياة المريض او وفاته !! 
حين تجد إنسانا اعطى لنفسه حق التشريع كما الله والعياذ بالله
حين يحكم البشر بأحكام الله ويقتلون بأسم  راية السماء ويفسدون بأسم عدالة الرب  
ستفكر لوهلة لمراجعة طبيعتك الإنسانية هل خلقت رحيما ام خلقت غير رحيم ؟؟

الأحد، 2 مارس 2014

لماذا نقتل الإبداع

بدا الموضوع بحديث بيني وبين صديق لي : اذا خيروك بين الهندسة الطبيه ( مجال دراستي ) وبين الشعر فماذا تختار ؟؟
في الحقيقة كعادتي ابحث عن اجابة فلسفيه للسؤال ولكن هذه المره لم اجد اي اجابه !! 
فهل من المنطقي ان اقول انني سأختار الشعر ؟؟ في الوطن العربي ستكون الإجابة : الشعر مبيأكلش عيش !!

وهنا تعمقت بالذاكره قليلا لأجد ان كل منابع الإبداع لدينا ولدت ميته !!
اذا ما عدنا للطفوله تجد الطفل ذو الخيال الخصب والذي يروي القصص عن الجنيات والابطال الخارقين دائما كنا نصفه بالمعتوه والمختل !! لكن هل توقفنا لنفكر مره ان بمخيله كمخيلته ربما كان ليكون كاتب كبير وربما يصبح مثل ماري تشيلي يوما ما !!
او ذلك الذي يرسم في دفتر العلوم ورده جميله دائما تجد اهله يوبخونه ويقرعونه والجملة التي قتلت نصف المواهب لدينا : خليك في مذاكرتك وسيبك من الهبل ده !!
اصبحنا نصف الفنون " هبل " !! 
لا زلت اتذكر نصيحة والدي في الثانويه العامة : سيبك من الشعر مش هيعملك مستقبلك !! وامي حين تحاول ان تجعلني اقلق على مستقبلي : لو مسبتش الشعر ده وركزت في مذاكرتك مش هتخش هندسه !!
وكانت النتيجة اني اكملت ورفضت ان اكبت ما أؤمن انها موهبتي تحت أسطوره ووهم المستقبل المزعوم !!
هل فكرنا انذ لك الطفل الذي اعطاه الله القدرة على تخيل الروبتات وجنود السايبورج مثلا وخلافه ليس طفلا مخبولا وانما هو طفل عبقري يمكن ان يصبح مخترعا لا مثيل له ؟؟
هل فكرنا حقنا لماذا عدد المخترعين والعباقره والأدباء العرب يتناسب عكسيا مع عدد الممثلين والمغنين العرب ؟؟ هل فكرنا ان عدد عباقرتنا لا يساوي حتى ربع عباقره الغرب !!
لو امعنا لدقيقه واحدة في هذه الحقيقة سنخلص لحقيقة اكثر مرارة ان ليس عباقره الغرب وحسب بل ايضا عباقرة الشرق سبقتنا بسنين !! 
وما النمور الآسيويه والهند والصين واليابان منا ببعيد !!
ولازلت اذكر ان اليابان تسمى ببلاد الأساطير والخيال !! والصين لازلت اراها في إعلامنا بلد التنين الأصفر والألعاب الناريه !!
لماذا نقتل الإبداع ؟؟
هل فكرت لماذا حين تذاكر يقول لك مدرسك : احفظ المعادله كما هي !!
لماذا نسمي حفظ الإجابه كما هي بالكتاب بال" الإجابة النموذجية !!" هل النموذجية عندنا تقضي بأن نقتل تفكير الطالب !!
وان مايضحك ان الطالب اذا ارتجل فرضيه ترى استاذه او معلمه يقرعه وربما يصرخ فيه ويوبخه كيف لك ان تفكر اصلا !! واحيانا نسمع جملة : من انت لتعدل على كلامي !!
وحين اقرأ قصة نيلز بور الذي صفعه مدرسه ونعته بالغباء !! اتخيل لو ان بور سمع لكلام مدرسه ومشى ورائه في كل شئ ولغى شخصيته .. هل كنا سنسمع عن نيلز بور الفيزيائي الشهير وعالم الذرات ؟؟؟
عندما اسئل شابا عربيا ماهي هواياتك ؟؟ فيجيب : كرة القدم !! بل ومن اعجب الإجابات التي سمعتها : البلاي ستيشن !! وكأنما أصبح دحرجة الكرة في الحشائش او تحريك الأزرار في ذراع التحكم هواية تنمي العقل والعبقريه !!
أصبحنا ننظر للشاعر على انه : " عالم فاضيه "
وللعالم على أنه :" دحيح وغير إجتماعي '
وللمثقف انه :" دودة كتب !!"
والعبقري على انه :" غريب أطوار"
صاحب الخيال الخصب :" مختل "
ان شعوبنا التي تضحك وتعيش على السخريه وإعلامها ماهو الا برامج فكاهية رخيصة انما تضحك حتى لاتبكي على وزرها الذي تعرف انها تحتاج إلى العزيمة والإيمان لتتخطا اليأس ..

حين تجد ان شعبا كالشعب الألماني مثلا تجد ان شبابه عندهم هوايات كالصيد مثلا او جمع العملات والطوابع او قراءة كتب جوتة مثلا أو سماع الموسيقى الكلاسيكة فأنك ستفهم سريعا لماذا صارت ألمانيا واحدة من أكثر دول العالم تقدما
لأنها أعتمدت ترفيه العقل قبل ترفيه البطون ..
وكم من الجرائم ارتكبت بأسم ترفيه العقل !! فما اصبح الترفيه الا عنوان يُقتل الوقت به وحسب !!
تجد شابا يجلس بالساعات امام التلفاز ربما يشاهد فيلما مدته ٩٠ دقيقه يتحدث عن قصة حب مابين فتى وفتاة لاتقدم هذه القصة لنا الا المشاعر فقط !! وحين نسأله ما استفادتك العقليه .. تكون الإجابة صفرا مكعبا !!
حتى انت وانت تقرأ هذا المقال هل سألت نفسك وهل يوجد صفرا مكعب اصلا !!
نعم ياساده ان من انشغل بالترفيه عن بطنه اغفل تنمية عقله 
الشعوب الجائعة لاتجد وقتا للتفكير
تخيل معي لو ان عريبا فكر في صناعة الحاسوب اللوحي ( الأيباد مثلا. هل كان ليلقى قبولا لدى العرب ؟؟؟
اذا ما انتقلنا الى نقطة اخرى : ستيفن جوبز من اصول عربيه هل لو كان ستيفن جوبز مؤسس شركة أبل العالمية تربى في أسره عربيه هل كان سيؤسس أبل أم اننا كنا سنسمع انه افتتح شركة ألبان وربما مصنع يصنع الجبن !! وفي افضل الأحوال تجد خريجي كليات القمة في الوطن العربي يعملون اصحاب مخابز واصحاب أفران واصحاب محلات وحوانيت لاتبيع إلا الحلويات !! ليس بسبب البطاله وانما لأنها افضل طريقه للتكسب !!

بإختصار ان العقل الذي أسلم نفسه لشهوة ما كشهوة الأكل أو شهوة النساء أو شهوة النقود أو أي شهوة ستقعد به همة عند حد إشباع شهوته وبعدها سينتحر العقل ويبقى هذا الإنسان في جسد مفرغا من اي روح ماهو إلا وعاء لإحتواء هذا العقل ..

الأحد، 16 فبراير 2014

العاطفة و الفراغ والإنقلاب !!

ياله من عنوان غريب !! 
عاطفة !! فراغ !! إنقلاب !!

بسم الله نبدأ :
دائما ما نسمع ان الشباب في سن المراهقة _ والذي لم يعد لدينا تعريف واضح له !! _ لديهم عاطفة جياشة ,,
ودائما وابدا نعتبرها سبة او إهانة حين نقول لفلان : لديك فراغ عاطفي !! ربما لانه يكتب كلام او يتحدث دائما عن المشاعر او العواطف

في البداية فلنكن متفقين ان الإنسان ليس صخرة .. وحتى لو كان انسانا صلبا وجافا فلابد من بعض الرقة واللين !!
الم تسمع عن الصخرة الملساء او الجلمود الذي نحتته مياه المطر !!

ولكن ما علاقة كل هذا الكلام بالإنقلاب !!

لاشك في ان المخلوق المسمى بالعقل الباطن مهمته خلق السعادة لإنسان ولإن الإنسان بطبعه كائن يعيش على العواطف وبدونها هو مخلوق شبه ميت
تجد ان سعادة الإنسان في عاطفته ..

لكن لم احدثكم بعد عن الإنقلاب !!
لا شك ان هذا الحدث العنيف الذي ادى لفقدان الأحبة ولتفريق المسافات بيننا خلق نوعا من الحزن والكآبة و خلق جوا من البغضة والشحناء
واذ اننا نجد ان الإنسان بعاطفة الغضب والكراهية يتحول إلى انسان جاف وقاسي القلب وهو ما يتناقد بالضرورة مع طبيعتنا الطيبة والفطرة النقية كان لزاما ان يصنع العقل الباطن مناخا من الفرحة ولو حتى مناخا صناعيا وغير حقيقي !!
ولأن الهم زاد والكآبة تدق الباب بلا استئذان ولأن القلوب رواحة ساعة وساعة نجد القلب احيانا شديد الهم واحيانا شديد الفرحة واحينا اخرى شديد الغضب !!
هذه الإضرابات النفسية ليست الا نابعة من محاولات العقل الباطن لخلق مناخ يساعد الإنسان على التأقلم مع الحياة البشرية القاسية نوعا ما ، ولذا وجدنا الصحابة يشتكوا من تقلب القلوب :
فقد روى مسلم عن أبي عثمان النهدي عن حنظلة الأسيدي قال: وكان من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقيني أبو بكر فقال كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة! قال: سبحان الله، ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيراً. قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وما ذاك؟." قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده؛ إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم، وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات." أي لا يكون الرجل منافقاً بأن يكون في وقتٍ على الحضور والتدبر والتفكر وأداء حقوق الله، وفي وقتٍ على الفتور وقضاء حوائج نفسه ومخالطة أولاده وزوجه وأمواله، وليس معنى الحديث ما ذكر في السؤال إن كان قد حرفه بعض الناس وجعلوه سلما لمواقعة المحرمات والمنكرات، فإذا ما أنكر عليهم شخص قالوا : ساعة لك وساعة لربك ودينك . ويزيد بعضهم تحريفاً لحديث آخر وهو : "إن لنفسك حقاً." رواه البخاري.
والمقصود من هذين الحديثين وأمثالهما: أنه ينبغي للمسلم أن يعطي نفسه حقها من الراحة، ونحو ذلك من المباحات، وألا تكون حياته كلها في العبادة، وليس معناه مقارفة الحرام والمنكر! نسأل الله السلامة. 

اذا فلقد اشتكا الصحابة من هذا العرض اذ اننا بشر ولو استمرينا على حالات الهم والحزن لمتنا كمدا
بيت القصيد ان ما نراه من المشاعر لدى بعض الشباب الملتزمين _ نحسبهم كذلك _ يفضفض عن بعض مشاعره التي لا يدري سوى انها مشاعره بمعنى ان مشاعره ليس من ورائها ما يغضب الله فأنه حين يشعر بالحنين فهو يشعر به لذكرى سعيده وحين يشعر بالحب فأنه يحب الحب كعاطفة تسعد القلب وليس معناه ان ثمت من وراء القصد حاجة في نفس يعقوب
ان حالة القلوب الجوفاء والألم الذي سببه لنا الإنقلاب خلقت نوعا من الشوق للترفيه والتدليل على القلوب ببعض من العاطفة التي لاتحمل في ذاتها الا عاطفة حب صادقة لكل ما أحله الله
ولا يسعنا الا ان نؤمن بهذه النفوس النقية التي تهفوا الى أُلفها في غير معصية من الله انهم يحلمون بمن يكمل لهم طاعتهم ويعظم معهم شعائرهم ومن يهون عليهم قسوة الطريق وليس إلا .. فليس في عاطفة الأنقياء اي شهوة محرمة ..
العاطفة ماهي الا ترفيهاٌ عن القلوب والعقول وليس إلا .. وربما في الأغلب تجد الناس الذين لا توجد في حياتهم ألام او احزان او تلاقي انفسهم قسوة ..  لا يشعرون بمثل هذه العاطفة بل تجدهم يجدونها رفاهية لا داعي لها اصلا !!
هذا لأن عقولهم ونفوسهم لم تجد نفسها في حاجة إلى هذه الرفاهية اصلا ..
 
بيت القصيد من علاقة الإنقلاب بالعاطفة : ليس ثمت ما يسمى الفراغ العاطفي وانما يسميه بعض من لايجدون لأنفسهم هذه العاطفة هكذا من باب الغيرة فقط لا أكثر .. ثانيا العاطفة الموجودة لدى اغلب الشباب حاليا هي نوع من التعويض النفسي لهم والسلوان والترويح عن قلوبهم بسبب مرارة فقد الأصحاب والأحباب بسبب الإنقلاب  . . .

الخميس، 13 فبراير 2014

الإنسان والشر

بعد طرحي السابق في مقال الإنسان والقوة سؤالاً اراه مهماً : هل الإنسان شرير بطبعه ؟؟
تتبادر الى الذهن بعض الصور والقصص من التراث والتاريخ واحيانا من الواقع المعاصر ..
وحينها يتبادر الى ذهنك سؤال جديد : اذا كان الإنسان مخلوقا سليم الفطرة والنية اذا فلماذا يحب الحرب ؟؟ لماذا يستجلب العداء؟؟ لماذا يتلذذ البعض بمعاناة البعض ؟؟

نبدأ من البدايا ..
خلق الإنسان :
عندما خلق الله الإنسان خلقه ليكون خليفته في الأرض .. فهل كان الله ليستخلف شيطانا او ماردا ؟؟
عندما سكن الانسان الجنة سكنها بفطرة بيضاء .. وحين تسلل الى نفسه بعض من حوائج الدنيا ( وانما سميت الدنيا من الدنو والانحطاط ) هبط من الجنة وعندها بدأنا فصلا جديدا !!
الإنسان في الدنيا :
عندما هبط ادم من الجنة خسر بعضاً من هبات الله له من الروحانية والملائكية ولحكمة الله وحده يعلمها ولد لأدم اولاد لم يكونوا على نفس الدرجة من الروحانية ..

قابيل يقتل هابيل :
هنا بدأت النزعة الى القتل تظهر في صدر الإنسان وربما كما سبق وقلنا ان شهوة القوة والنقص والرغبة في الكمال هي الشهوة العظمى لدى الإنسان ورمبا هي الشهوة التي جعلت قابيل يقتل اخاه هابيل ..

اذا انتقلنا الى عصر نوح :
كان الإنسان قد تلوث بهذه الدنيا واصبح اكثر حيوانية وقد فقد روحانية الجنة وتأثر بالبيئة فأكتسب من الصحراء جفافها و اكتسب من التربة خشونها واكتسب من النار الحرارة والغضب و كما سبق وتعلم من الحيوان دفن اخيه الحيوان تعلم من الحيوان الصياد اكل الحيوان الفريسة
فصرت تري الإنسان يقتل اخيه الإنسان بحجة العيش ..
في زمن نوع بلغت المصالح الذروة فبدأ البعض يسعى لأتلاف جوهر الرسالة لتنتصر مصالحهم !!


الأنانية هو السمة العظمى في كل شر ..
والتكبر الذي يظهر في نفوس البعض ربما يقودهم لأفعال لاتحمد عواقبها ( وما اضل ابليس الا تكبره على أدم !! )

عندما ننظر في نموذج سيدنا إبراهيم كيف ان الأنانية والعناد دفعت قومه الى ان يلقوه في النار بحجة ( حرقوه وانصروا آلهتكم !! ) واي نصر يكون في حرق شاب اعترض على مارآه بالأدلة والبراهين  ان عبادتهم لأصنام نقص وعجز في التفكير

اذا تنقلنا في تاريخ الرسل وماواجههم من شرور من بداية أدم إنتهاءا بمحمد عليه السلام مرورا بعهد الخلفاء بدأ بعبد الله بن سبأ انتهاءا بدور حنا يعقوب في الحملة الفرنسية !! نجد ان الأنانية والعند والتكبر كان ابرز سمات الإنسان !!

من منطلق فلسفي يرى البعض ان الخمر حين تذهب العقل تكشف معدن الإنسان الحقيقي واذا ما امعنا في هذا فلماذا اذا نسمع عن سكير قام بقتل طفل او قام بضربه او قام بالإنتحار !! فهل طبع الإنسان قاتل ولكن حين نقرأ ان الرسول صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج عندما عرج إلى السماء خير مابين الخمر واللبن فحين اختار اللبن أخبر انه اختار الفطرة النقية , اي ان فطرة الإنسان في إختياره للبن وليس الخمر  , اي ان فطرة الإنسان لاتظهر في الخمر وماهي الا حالة مرضية لاتثبت اي شئ ..

ولكي نختم الكلام : إذا كان الإنسان شريرا لمذا اذا خلق الله له ضميرا ً !!
لمذا ذلك الحارس الذي يراقب القلوب وينبهها ويوقظها ان اطالت السبات ؟؟ لماذا لم يتبقى من روحانيه الجنة غير الضمير ؟؟؟

حين نتمعن في هذه الحقيقة نجد ان الله اعطى الضمير لإنسان ليخيره به وليكون ميزانه الأسلم الذي يزن به الأمور ..
" وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهاَ* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وقد خاب من دسّاها "
ونجد حقيقة مهمة جدا : وهديناه" النجدين"
اي ان الله خيرك بين الطريقين ووهبك الضمير ليكون ميزانك .. ولكن لاننسى ان الله خلق النفس آمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ..

علينا ان نعيش في هذا الصراع وهذا الجهاد المستمر بيننا وبين انفسنا ونتيقن من حقيقة واحدة ان الله خلقنا على الفطرة السليمة
لقد خلقنا الله على الفطروة النقية لنكون خلفاء الله في ارضه لم يخلقنا الله لكي نشقى او لكي نكون اشرارا !!

الأحد، 9 فبراير 2014

الإنسان والقوة

* أتسائل عن هذه الحقيقة في مقولة الفيلسوف " نشيته " حول : أن الإنسان يعبد القوة !!
دار في عقلي بحث سريع منذ فجر التاريخ والانسان تمتلكه الشهوة العظمى وهي رغبته في الكمال
الله سبحانه وتعالى حين خلق الإنسان خلقه ناقصا لحكمة هو يعلمها سبحانه ولكن ..
تلك الرغبة في معالجة النقص الذي لديه رغبته في الكمال صنعة من الإنسان المستسلم لشهوته حيوانا أو وحشا كل مراده امتلاك القوة للقوة وحسب ..
الشهوة في الوصول الى الكمال هو شهوة في حد ذاتها لاتنقضي ابدا .. الإنسان تقتله شهوته قبل اي مقام
وفي اطار هذه الحقيقة سأفند لكم بعض النقاط تثبت ان الإنسان عبد للقوة وكل سبيل يؤدي اليها ..
في بادئ ذي بدأ هابيل وقابيل ..
كثير تسائلنا في صغرنا من هو المنتصر حتى ان القرآن في اثناء عرض القصة لم يتطرق الى التفصيل لحكمة الله يعلمها ولكن اذا نظرنا في معدل انتشار اسم قابيل سندرك انه المنتصر .. لسبب بسيط شوهة الانسان في القوة اوحت للبعض ان القاتل قابيل هو الأقوى ومن ثم قدسه البعض واعتبره المنتصر ..
واذا نظرنا الى عبدة الشيطان اولائك الذين يرون في رفضه للسجود لإنسان قوة و عزة نفس قد سولت لهم انفسهم ان يختلقوا واقعا يبرر لهم ظنهم وهو ان الشيطان مخلوقا من نار والإنسان من طين اذا فالقوي هاهنا هو الشيطان
عندما تبحث عن الديانات القديمة مابعد الطوفان العظيم تجد ان الناس ابتدعوا في عبادة الأقوى فتجد ان هناك من عبد الشمس ومن عبد القمر وفقا لمفهومهم من الأقوى ولكن اذا تعمقنا سنجد ان حتى سيدنا إبراهيم حين فكر بأن الأصنام لانفع لها ولاضرر قرر ان يعبد كوكبا لما افل تركه وعبد الكوكب الأكبر منه فلما أفل عبد الشمس وعندما يأس ادرك بفطرته النقية ان ثمت قوة لاتدركها الأبصار

هذه الحقيقة فطن اليها قدماء اليونان ولإيمانهم بماوراء الطبيعة ولعجز العقل الإنساني عن تفسير قوى أكبر منه كالنار والريح والمطر
بدؤا بالبحث عن الأقوى ليتبعوه تجد ان اساس الفكر اليوناني والصراع بين الألهة كان القوة والقوة فحسب تجد ان زيوس ألهة الرعد وكبير الألهة قتل اباه كرونس في صراع نحو عرش السماء وهنا ننتقل الى النقطة الثانية من شهوة القوة " القوة وما قرب اليها من قول وعمل "
لاعجب ان تجد ان أريس اله الحرب عند اليونان اخد شهرة أكبر من زيوس نفسه واذا بحثت في عقائد الرومان تجد ان مارس أله الحرب اشتهر اسمه أكثر من جوبتير كبير الألهة حتى !! حتى ان كوكب المريخ عندما تم اكتشافه سموه مارس تيمنا بمارس أله الحرب وفي التقويم الروماني تجد شهر مارس ولاتجد شهر جوبتير
نعم ياسادة انها الحرب .. الوسيلة التي اكتشفها الإنسان وهنا ازدوجت الرغبة فالقوة لم تعد مجرد رغبة وشهوة بل صارة وسيلة وغاية في أنٍ واحد !!
وتجد أغلب الأساطير والملاحم التاريخية مبنية في أساسها على الحرب والقوة بدأ من الألياذة والأوديسة وملحمة جملماش الى أيامنا هذه
واذا بحثنا في القرآن نجد اكبر دليل على إستعانة الإنسان بقوى غيره ليصل لما يريد  في قوله تعالى :  وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ) وهي تدل على تسخير الإنس للجن لقضاء حوائجهم واستغلال قوة الجن
ونجد في قصة ذي القرنين ويأجوج ومأجوج عندما حاول الإنسان استغلال قوة ذي القرنين : " فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا " فتجد انهم تواكلوا على قوة ذي القرنين و تجد انهم سعوا لأمتلاكها في صفهم .. 
ان الإنسان يسعى لأمتلاك السلاح لمجرد امتلاك السلاح ليثبت لنفسه قبل ان يثبت لغيره انه الأقوى ..
ومن هنا اكتشف الإنسان ضرورة ذلك الصراع اللعين لفرض القوة لتثبت انك الأقوى
وبعدها بقليل اكتشف الإنسان ان السلطة الفاحشة الباطشة هي التي تروي عطشه وظمأه للكمال حيث ان السلطة الجبارة تشعره كما لو انه والعياذ بالله شبه أله يفعل مايريد بلا حساب !! ان الانسان بطبعه يعشق هذا النوع من المخلوقات القوي المتعطش للدماء
اذا تمعنا في هذه الحقيقة سنجد ان من الطبيعي ان يكون يوليوس قيصر مؤسس الإمبراطورية الرومانية بعد ان قتل كل منافسيه ونجد ان الإسكندر الأكبر اشهر الغازين هو من قتل والده ليحصل على العرش .. و نجد ان من وحد أوربا كان نابليون بونبارت الذي نزعت الرحمة من قلبه وسنسمع بالتأكيد أن ليلين الذي ذبح عائلة القيصر نيكولا واطفاله هو قائد الثورة البلشيفية ومؤسس الإتحاد السوفيتي وستجد ان اودلف هتلر الذي امتلك حقد غريبا على العالم بأسره اشهر من حكم ألمانيا حتى ان شهرته تسبق كلا من الإمبراطور شارلمان مؤسس الدولة الرومانية المقدسة وشارل الخامس شخصيا !! واذا بحثت تجد ان موسليني السفاح كان اشهر من حكم ايطاليا وتجد ان الجنيرال فارنكوا قائد الإنقلاب العسكري على الملك بأسبانيا أشهر من حكم اسبانيا ربما تسبق شهرته الملكة إليزابيث والملك فريدناند !!!
ان تعطش الإنسان للقوة والنفوذ انساه اي اصل انساني من عاطفة وخلافه بل تجد ان الإنسان يبحث عن كماله في هؤلاء القادة والزعماء كملهمين له رغم انهم سفاحين وقتلة !!
نجد ان الإنسان متعطش للقوة وشهوة القوة دونا عن اي شئ وتجده في شهوة دامة لأمتلاك كل انواع السلاح من بدأ الصخرة التي قتل بيها قابيل هابيل أخاه انتهاءا بالأسلحة النووية وخلافه ومع هذا فالإنسان يقتنع انه لابد ان يجد له عدوا يحفظه على ان يظل حيا في هذا الصراع
ونجد ان مقاله الرئيس الأميركي جورج بوش الأبن : إذا لم تجد لك عدوا فأصنع لك واحدا ..
ومنه نسنتنج ان بعد سقوط العدو الأعظم لأميريكا 1990 الإتحاد السوفيتي كان واجب ان تجد أميريكا بديلا يستفز قوتها وشهوتها لأمتلاك القوة وأمتلاك العالم تلك القوة التي تجعل عبارة "in god we trust " المكتوبة على الدولار تملك ذلك الكوكب الأزرق تحت عبائتها .. اذا تأملنا شهوة بلاد العم سام وهي اكثر دول العالم تقدما وعلما لأمتلاك السلاح والحرب التي تتوجها أقوى دول العالم سنفهم حقيقة الشهوة القاتلة .. " القوة "
لكن كل هذا يدفعنا الى سؤال جوهري .. : هل الإنسان شرير بطبعه ؟؟؟ .. يتبع ..

اخفض صوت ضحكك

كتبتها في موسم باسم يوسف الثاني ع قناة السي بي سي !!
 (مقال ادبي)

عزيزي ايها الشامت عزيزي ايها الضاحك 
عزيزي ايها المسكين عزيزي ايها المغتر
عزيزي ايها التافه عزيزي ايها الشاتم لذات الدين !!
مع احترامي للتافهين ..
اخفض صوت ضحكك حتي لايحجب صوت نحيب امي
اخفض صوت ضحكك ختي لايوراي دموعها
اخفض صوت ضحك علي تافه امعة
اخفض صوت ضحك فلست تحجب دعاء امي !!
اخفض صوت ضحك فبينما انت تضحك ثم من يحتضر
ربما برصاصة سيادتك من مولها
ربما بندقية سيادتك من عمرها
ربما انت القاتل !!
فلماذا تضحك !! اثمت في قبرك ضحكٌ !!
فهيا اضحكني معك علي لحظات حسابك
عن صلاة ضيعتها ووقتً اهدرته .. ورجلا قتلته بصمتك !!
اخبرني لماذا تضحك .. هل منكرٍ ونكيرٍ مضحكين ؟؟؟
اخبرني لماذا تضحك ومالك خازنها !!!
اخبرني اتضحك علي دمائي ام علي جثتي
ام علي دمعات امي .. لماذا تضحك ؟؟؟
اتضحك انك قتلت اختي .. وقتلت طفلها ؟؟؟
اتضحك انك رملت امي .. وقتلت زوجها ؟؟؟
لماذا تضحك ؟؟؟ وماذا يضحك ؟؟؟ لا ابصر الا كادا يستجدي اموالك بإضحاكك !!
لا ابصر الا منافقا يُضحكك بقذاراته !!
ان كان لازال بعرقك بعض الدماء
ان كان لازال بوجهك بعض الخجل
ان كان لازال ثمت عندك بعض الادب ...
اخفض صوت ضحك فأمي تدعوا ربها وتبتهل عسي الله ينتقم منك ومن تافهك !!!

الجمعة، 7 فبراير 2014

مابين ملحد ومؤمن

أَعْطِينِي سَـبَبْاً لِلْإِلّحَاْدِ أُعْطِيگ أَلْفَ سَبَبٌ لِلْإِيْمَانِ كُلَمَاْ بَحْثْتُ عَنْ سَبَبٍ مُقْنِعٍ يَجْعَلُ اْلمُلحِدُ مُلْحِدَاً لَمْ أَجِدْ سِوى اْلإِيْمَان!! * بِمَاْ أَنْ اْلمُلْحِدين ظَاْهِرَةً لَاْ تُوجَدُ إِلَاْ عَلى اْلتْوِيتَرِ وَلَكِنْ أَحْيَاْنَاً يَدُسُونَ اْلسُمِ فِيْ اْلعَسَلِ لِيَلْعَبُوا بِعُقُوْلِنَاْ وَأَحْيَاْنَاً يُرَكِزُون عَلى اْلشَبَاْبِ اْلصَغِيرِيْن اْلذِيْنَ يُفَكِرُون ، فَمِنْهُم الْمُتَحَذْلِقِين اْلذِينَ يَرَوْنَ أَنَهُمْ بَاْرِعُون وَأَنَّ بَرَاْعَتُهُمْ سَّكُ غُفْرَاْن وَأَنَهُم بِعَبْقَرِيَتُهُمْ وَبِتَحَذْلِقِهِم بَلَغُواْ مِنْ اْلأَمْرِ أَعْلَاْهُ وَمِنْ اْلشَرَفِ أَبْهَاْه .. * وَبِاْلذَاْتِ اْلشَبَاْبُ اْلذِيْنَ أَسْئـلَتُهُمْ تَبْدَأ بِـ : "ليه وازاي وامتى ؟؟ " أَوْ اْلشَبَاْبُ اْلذِيْنَ بَلَغَوا مِنْ اْلتَفْكِيرِ نُضْجٌُ گاْفٍ يَجْعَلَهُ يَسْأَلُ نَفْسَهُ : إيه قيمتي في الحياة ؟ *يَأْتِي وَيَقُولُ لِيْ : بس انت ايه موقفك لو ضيعت حياتك ومستمتعش بيها واكتشفت بعد كل ده ان مفيش حساب !! فيكون الرد المنطقي : احسن من موقفك لو طلع في .. *عَزِْيِزِي أَسَاْسُ أَيَ شِيءٌ فِيْ بِدَاْيَتِه اْلإِيْمَاْنُ ، لَوْ أَنَگ لَسْتَ بِمُؤْمِنٍ فِيْ طَرِيقٍ فَلْتَذْهَبُ إِلَى غَيِرِهِ وَأَمْشِي فِيْ غَيِرِهِ إِذْاْ لَمْ يَتَسِقُ إِيمَاْنُگ مَعْ عَمَلُگ فَلَاْ عَمَلَ لَگ أَصْلَاً ، *طيب إنت منين إتفرضت أن حياتي كئيبة ؟؟ ليه متفترضش أني ممكن أتمتع بحياتي وفي نفس الوقت أضمن حسابي وأضمن إيماني ؟ *طيب إنت بنيت الفرضيه دي ع شوية معتقدات عندك أولها : أني ع شان مؤمن بديني يبقى متزمت ومتعصب ؟ ثانيها : أني شخصية من العصور الوسطى فكريا ، مَاْ بُنِيَ عَلَى بَاْطِلْ فَهُوَ بِاْلأَسَاْسِ بَاْطِل وَفَرَضِيَتُكُمْ غَيِرُ صَحِيْحَة وَمُمْكِن نَفْنِدُ اْلنِقَاْطُ ؛ أَوَلِهَاْ : اْلتَزَمُت وَاْلتَعَصُب إيه الأسس اللي بنيت عليها فرضيتك ؟؟ أقولك شيء لطيف : أنت فرضت أني متزمت وشخصية رخمه بناءاً على شوية معطيات : ١_ مبسمعش اغاني مثلا ٢_ مبخرجش خروجات معينه ٣_ مليش صداقات مع بنات ، ننقل ع نقطة تانيه : طيب إيه متعتك في الحياة بشكل عام ؟؟ لو متعتك في الحياة شهواتك يبقى بالأساس إنت مش إنسان 😊 طب لو هديتلك كل أصنامك الفكرية دي وقلت أنك ممكن تتمتع برغباتك الإنسانية وفي نفس الوقت تحتفظ بإيمانك ؟؟ أول رغبة الأغاني ؛ مضايقك أوي أني واحد مبيسمعش أغاني مثلاً بفرض أني فاقد للذوق الموسيقي مثلاً طب لو أفترضنا أنها حرام ( مش فتوى أنا بفترض) شوف بقى خسرت قد إيه بسماعها طب لو افترضنا أنها حلال شوف بقى إنت ممتش من غير سماعها ده حتى أنت بتربي نفسك أنك تقاوم رغباتها الحلال 😊 ننقل ع نقطة ثانيه البنات إنت شايف أن الإيمان بالدين بيحرمك من التمتع بإحساس الرومانسية وكده صح ؟؟ طب لو هديت الصنم ده وقلت لك الأصل في الإسلام الرومانسية 😊 قبل أفلام هوليود والمسلسلات التركية اللي فيها البطل بيسابق البطلة علي ظهور الخيل من ١٤٠٠ سنة الرسول كان بيسابق السيدة عائشة في البادية 😊 وقبل ماتشوف بطلك بيأكلها كان الرسول صلى الله عليه وسلم بيأكل السيدة عائشة ، والرسول كان بيدلع حبيبته اهو 😊 اللي هي زوجته طبعا 😊 ولو إنت فاهم معنى آخر للحبيبة يبقى مفاهيمك فيها قصور فكري 😊 *ننقل ع نقطة تانيه : الخروجات والفسح مع أصحابك معتقدش أن إيمانك بيمنعك تستمتع بأي حاجه بس تذكر أن للطريق حقه وللمنازل حرماتها طيب شوف كل ده إنت تقدر تتمتع بحياتك وتحافظ ع إيمانك وتنميه ومخسرتش أي حاجه ، طيب اللي ضيع إيمانه بزعم أن إيمانه بيكبح طاقاته وإبداعه !! أَرَأَيِتَ إِنْ تَرَكْتَ إِيْمَاْنَگ گيْ تُصِيبَ دُنْيَاْ ؟؟أَرَأَيْتَ إِنْ أَصَبْتَهَاْ وَخَسِرْتَ أُخْرَاْك ؟ مَاْذَاْ كَسِبْت ؟ نِمْتَ سَاْعَاْتٌ طِوَاْلٌ وَلَهُوتَ فِيْهَا أَكْثَر !! لَكِنْ أَبَدِيَتُگ اْلخَاْلِدَةُ خَسِرْتَهَا ! تَبِيْعُ اْلأَبَدِيَةُ لِتَشْتَرِي اْلفَنَاْء أَيُ حَمَاقَةٌ هَذِهِ !! وَاْلأَكْثَرُ حَمَاْقَةٌ رَجُلَاً بَاْعَ آخِرَتُهُ بِدُنْيَاْ غَيِرِهِ !! ( مُجَاْمَلَاْتٌ !!) أَرَأَيِتَ إِنْ خَسِرْتَهَاْ وَلَمْ تُصِبْهَاْ ؟؟ مَاْذَاْ رَبِحْتْ ؟؟ خَسِرْتْ دَاْرَيْن !! وَحَصِدْتَ نَاْرَيْن !! ما انت ممكن تستخدم كل الأوراق وتكسب برده ومتخسرش ممكن تتمتع بحياتك وتحافظ ع إيمانك أطلق العنان لإبداعك الدين لم يقيده لو في نظرك الاصل فالأشياء إباحتها وترى في ذلك الإبداع يبقى مفاهيمك بحاجة إلى إعادة إنتاجمن الصفر إيه مقومات الابداع عند سيادتك ؟؟ فكرة ؟؟ موهبة ؟؟ مناخ ؟؟؟؟؟هفترض إنها اليوتوبيا (المدينة الفاضلة) ووجدت كل هذه المقومات أصلا مايكبح جماحك إيه !! وأما بنعمة ربك فحدث أطلق إبداعك متخفش وثق أنه لو إبداع فعلا هتثاب عليه من ربنا أولا : بنية إسعاد مسلم يا أخي 😊 إنت عارف إنت حتى لو لاعب سيرك هتخد ثواب ؟؟ وتصدق أقلك قصة غريبة في قمة الرومانسية كمان وأنت شخصيا هتفاجئ بيها ؟؟ عارف السيرك ؟؟ عمرك فكرت تجيب السيرك لعند زوجتك عشان تبسطها ؟؟ رومانسي وخيالي صح ؟؟ طب لو قلت لك إن الرسول عملها من 1400سنة !! صدق أو لاتصدق عارف الرجال اللي بيلعبوا بالحراب ؟؟ كان الرسول بيجبهم للسيدة عائشة تتفرج عليهم تقريباً أنتوا تهتوا أني إيه اللي دخلنا في كل ده اصلا ؟؟ آه حوار بين ملحد ومؤمن والملحد شايف أن المؤمن مضيع حياته بلا متعه طب انتهينا لإيه ؟؟؟ المؤمن بيتمتع بحياته وبيسعى لأخرته والملحد بيتمتع بدنياه ومش مؤمن بأخرته !! ليه تختار شئ لما ممكن تختار اثينن !! آه بس أنا مؤمن وبكتئب كتيييير وبيأس كتيييير وبفكر أني خلاص انتهيت ده بينقص إيماني ؛ أتصرف إزاي إزاي مش عايز أبقى زيه ما ظنك برجل في ثلاث ظلمات ؟؟ ظلمة الحوت وظلمت البحر وظلمت الليل ؛ ما ظنك بخوفه وبقلقه وبهمه و كان غير مؤمن !! لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين !! فإذا بنور الله من فوق سبع سماوات يكشف الظلمات كلها بجملة ؟؟! ليست جملة واحدة ليست جملة ولكنها الإيمان .. الذي إذا انعقدت عليه هامات الرجال نُصِروا وإذا تلاقت عليه أمالهم وصلوا وعلىّ. صخرته تتحطم الظلمات بعد كل ده قولي انت عايز تبقى ايه ملحد ولامؤمن ؟!